4 - إن قراءة حفص يسيرة سهلة الأداء, والنفس ترغب في التيسير, والرواية ليس فيها عمل كثير إضافي كغيرها من قراءة الكوفيين؛ فضلاً عن غيرهم, كالإمالة الكثيرة في قراءة حمزة والكسائي وخلف - وهم قراء الكوفة -, وأيضًا المد المشبع في المنفصل والمتصل, والسكت المتكرر على الهمز الذي قبله ساكن موصولاً كان أم مفصولاً, والوقف على الهمز في قراءة حمزة وهشام, وإمالة هاء التأنيث حال الوقف عند الكسائي, والمدود أيضًا في قراءة ورش عن نافع, أو صلة ميم الجمع وسكونها واختلاف المد المنفصل في قراءة قالون عن نافع أيضًا, والصلة المتكررة أيضًا في قراءة ابن كثير المكي وأبي جعفر المدني, أو الإدغام الكثير للمثلين الكبير والمتقاربين في رواية السوسي عن أبي عمرو, أو العمل في الهمز المتتالي سواء كان في كلمة أو كلمتين, عند نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر؛ وهذا يعد عاملاً آخر للإقبال على رواية حفص.
5 – كما تعد أيضًا طباعة المصاحف برسم قراءة حفص؛ عاملاً أساسًا في انتشار هذه الرواية على مر العصور, وخاصة في هذا العصر الذي انتشرت فيه الطباعة بمختلف أنواعها ولا تجد أرضًا إلا والغالب فيها المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم، اللهم إلا النذر من بلاد المغرب وإفريقيا؛ الذي بدأ يغزوها هذا الانتشار الواسع لمطبوعات المصاحف الجديدة.
6 – الإذاعات والمرئيات بمختلف أنواعها؛ من القديم إلى الحديث كان الغالب فيها إذاعة رواية حفص. وهذا شيء ملحوظ ومشاهد. وكان أول تسجيل صوتي للقرآن الكريم في العالم الإسلامي بصوت الشيخ محمود خليل الحصري برواية حفص.
7 – تدريس القرآن برواية حفص في المدارس والمعاهد والجامعات والكتاتيب في أغلب الأقطار؛ حتى في معاهد القراءات بداية يدرسون القرآن برواية حفص؛ تلاوة وحفظًا وتجويدًا, ثم يُبنى عليها بقية القراءات العشر المتواترة, والأربعة من الشواذ.
8 – وثمة سبب لعله هو أقوى الأسباب وأهمها: أن الله عزَّ جلَّ قد وضع لهذه الرواية القبول والإقبال, لأسباب نعلمها أو لا نعلمها؛ فهي مع ذلك لا تنفي القراءات الأخرى وأهميتها, ولا تحط من شأنها فكلٌّ كلام رب العالمين, وتنزيل من حكيم حميد. والله تعالى أعلى وأعلم.
كما ندعو أهل الاختصاص في هذا العلم, إلى العمل على نشره وتداوله بين المسلمين, وتسجيل القراءات وإذاعتها على الناس؛ تلاوة وتعليمًا, وترغيبهم فيها, واتخاذ الطرق التي تيسرها لهم؛ ليتعرفوا كلام الله بحلاوته وطلاوته.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعمل الصالح.
انتهى
المصدر موقع الألوكة http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=18
http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=18
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:32 م]ـ
وفي الموضوع أعلاه تعقب على بعض ما جاء في رد الأستاذ
(المستشار: يسري حسين محمد سعد
) - وفقه الله
يعرف ذلك من قراءة الموضوع والحوار
ومن الموضوع الآخر الذي وضعت رابطه في المشاركة رقم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 Oct 2008, 09:31 ص]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=64387#post64387
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 Nov 2008, 03:19 م]ـ
في نهاية المطلب (13\ 16 - 17) لإمام الحرمين الجويني (ت 478)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Jun 2009, 10:13 م]ـ
فائدة:
مشايخنا الأفاضل:
من الجدير بالذكر في هذا المقام أني لاحظت أن الإمام حفصًا _ عليه سحائب الرحمات وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً _ كانت له طريقة لطيفة في اختياراته، وهي أنه عندما يختار قاعدة ليسير عليها في قراءته يتعمد أن يخالفها في موضع أو مواضع قليلة لينبه على القراءات المخالفة له:
فمثلاً:
- قاعدته أن هاء الكناية إذا سبقت بساكن لا توصل، لكنه وصلها في موضع الفرقان (فيه مهانا)، ليبين جواز صلة هاء الكناية
- قاعدته أن هاء الكناية إذا وقعت بين متحركين توصل، لكنه لم يصلها في موضع الزمر (يرضه لكم)
- قاعدته أن ذوات الياء لا تمال، لكنه أمال (مجراها) ليبين جواز إمالة ذوات الياء
- قاعدته عدم تسهيل الهمزات عند اجتماع الهمزتين، لكنه سهل الهمزة الثانية في (أاعجمي) ليبين جواز التسهيل
- قاعدته ترك السكت لكنه سكت السكتات الأربع
حتى في فرش الحروف:
- قاعدته كسر ميم (مت) في كل المواضع (ياليتني مت .. ، إإذا متنا .. ) لكنه ضمها في موضعي آل عمران (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم)، (ولئن متم أو قتلتم)، بينما بقية القراء إما أن يضموا الميم في جميع القرآن أو يكسروها في جميع القرآن.
- قاعدته في باب (عتيا وصليا وجثيا .. ) كسر فاء الكلمة لكنه خالف قاعدته فضم فاء الكلمة في (بكيا) بينما باقي القراء إما أن يكسروا الجميع أو يضموا الجميع.
وهذه الملاحظة تحتاج إلى تتبع ومقارنة أسلوبه في الاختيارات بأسلوب بقية القراءات، ومقارنة الاستثناءات عنده بالاستثناءات عند بقية القراء.
وهنا قد يقول قائل إن رواية شعبة _ مثلاً _ أسهل من رواية حفص لأن قواعدهما التجويدية واحدة لكن رواية شعبة أكثر اطرادا للقواعد، والمواضع التي فيها خروج عن القواعد المطردة في رواية شعبة أقل منها في رواية حفص.
هذا مع تأكيدنا على أن حفصا رحمه الله وغيره من القراء ما كانوا يقرؤون بشيء لم يقرئهم به مشايخهم بالسند المتصل إلى رسول الله عن جبريل عن رب العالمين سبحانه، وإنما كانوا يتخيرون من بين الأوجه الكثيرة التي قرؤوا بها فيختارون القراءة بهذا الوجه في موضع، وبالوجه الآخر في موضع آخر، وكلها كاف شاف.
رحم الله حفصا وجميع أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته، ونسأل الله تعالى أن يلحقنا أجمعين بهم، ويرزقنا حسن اتباعهم.
جزاكم الله الجنة على هذه الفائدة يا شيخنا ..
¥