تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 03:59 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الخبر، وبارك الله فيك يا أبا عبدالملك على هذا التعقيب.

وإني لأستغرب من أساتذة التجويد الذين عرفتهم، فلم أر واحداً منهم يأخذ طلابه إلى معامل الصوتيات فيطبق معهم عملياً اختبارات مخارج الحروف، وصفاتها، وموازنة ذلك بما سطره علماء التجويد، في حين يُجلبُ لطلاب مادة الصوتيات في معاهد اللغات المعامل والأجهزة، وكأن أخذ اللغة الانجليزية بتجويد حروفها فرض لازم لا ينجح من لا يجيده ويفهمه من الطلاب، وأما مخارج الحروف العربية ولا سيما في القرآن الكريم فهي من التنطع والتكلف، بل وحتى أساتذة مادة فقه اللغة في كلية اللغة العربية لا أعرف من يطبق مع طلابه صوتيات العربية أسوة بالانجليزية مع أن المعمل الخاص بالصوتيات في الكلية نفسها، مما يدل على أن هذه الفكرة مستبعدة تماماً عند أساتذة التجويد وفقه اللغة العربية، ورحم الله حافظ عندما قال:

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ!

وإني لأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على هذا الأمر بأن ينظروا للأمر بجد، وأن يسيروا فيه على هدى، فقد رأيت جرأة في الكليات على ساعات القرآن حيث انتقصت من مناهجها بحجة عدم جدواها، وما ذلك إلا لتقصير أساتذة القرآن في إثبات أهميتها، وإظهار فائدتها، بدل هذا الواقع المؤلم الذي نلمسه في مستوى طلاب الكليات المتخصصة، فلا تكاد تجد من يجيد التلاوة إلا الواحد بعد الواحد، ويستغربون ممن ينكر عليهم ذلك، والوقت الضئيل لهذه المادة لا يكفي لتدريب الطلاب على إتقان التجويد، فضاع الأمر، وتخرج الطلبة كمدرسين للقرآن وهم لا يحسنون التجويد، وهكذا يسري الخلل حتى يعم، ويدرس علم التجويد، في وقت لا تنقصنا فيه القدرة على نشره وغرسه في أفواه الطلاب كما يحاول الآخرون تلقينهم اللغة الانجليزية ولمَّا يجيدوا العربية.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير