وإليك هذه الأقوال: قال ا. د غانم قدوري ـ متخصص في علم الأصوات ـ: " والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا، لا في قراءة القرآن، ولا في غيرها، كما يقول علماء الأصوات " ا. هـ
إخواني في الله .. انظروا إلي هذه الفقرة من كلام ا. د غانم قدوري:"، كما يقول علماء الأصوات" أي هو لم ينفرد بذلك وهذا يصدق قول صاحب كتاب " إعلام السادة النجباء .. " بأنهم الآن اعتمدوا علي وصف سيبويه في نطق الضاد التي يتحدثون عنها " ا. هـ كلامه بتصرف
وقال أ. د محمد حسن جبل بعد شرحه لوصف كلام سيبويه:" وأنا أنطقها وأعلمها طلابي حسب الوصف القديم تماما." صـ 130
انظر أخي الكريم اعتماده علي وصف سيبويه دون إثبات أن نطقه سماعي لمعرفته بعدم وجود هذه الضاد بين القراء والناس ونطقه اجتهادي .. وقد ذهبت إلي كلية علوم القرآن وسألته: أين نجد القبيلة التي تنطق الضاد الظائية؟ قال: أنا أنطق الضاد كما وصفها سيبويه، قلت له بعدم وجود الضاد الظائية قاله غانم قدوري، قال: غانم نقل قول مستشرق .. قلت له: وأين ما يخالف قوله أو قول المستشرق؟ قال: (يا ولد أنا زعلان منك) .. والله والله ما استطاع أن يأتي بقرية صغيرة.ولم يقل في الجزائر والحجاز مع اعترافه بأن أهل الحجاز يأتون به ظاء. رغم شدة تعصبه للضاد الظائية.فكل ما في الأمر النطق اجتهادي فقط.
ولم يستطع أن يذكر لي ولو قرية صغيرة تنطقها كما وصفها سيبويه .. وللرد ببطلان هذا الاجتهاد ـ أي النطق بالوصف ـ نقرأ ما قاله ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " صـ 82
قال ابن الجزري ذلك والألسن لا تزال فيها بعض الاستقامة فما بالنا في أيامنا التي سيطرت اللغات الأجنبية مع سيطرة العامية علي ألسنة الناس؟؟
قال د/ عبد الصبور شاهين في كتابه (علم الأصوات):" ... إن ما نسمعه من نطق أبناء الجزيرة العربية والعراق للضاد هو أقرب الوجوه النطقية إلي القديم ولكنها تلبس في نطقهم كثيرا بالظاء ... " صـ 117
أقول: وقلب الضاد ظاء من الخطورة بمكان حيث يؤدي إلي تغير المعني قال ابن الجزري:" ... فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالي، إذ لو قلنا (الضالين) بالظاء كان معناه: الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالي، وهو مبطل للصلاة لأن الضلال بالضاد وهو ضد الهدي كقوله تعالي (ضل من تدعون إلا إياه) و (والضالين) الفاتحة 7 ونحوه وبالظاء هو الدوام كقوله تعالي (ظل وجهه مسودا) فمثل الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صادا في نحو قوله تعالي (وأسروا النجوى) و (أصروا واستكبروا) فالأول من السر والثاني من الإصرار .. "صـ 82،83
وقد أجاز ابن كثير بإقامة أحدهما مكان الآخر وكذا في بعض الفتاوى وهذا عند الضرورة أي عند عجز القارئ لنطق الضاد السليمة والقاعدة معروفة لدا الأصوليين: الضرورات تبيح المحذورات.
وقال ابن الجزري: وقد أطلق ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقا في جميع كلامهم، وهذا غريب وفيه توسع للعامة." التمهيد82،هذا عند الضرورة وحيث لا ضرورة الآن في ظل وجود الضاد الحالية بطل هذا القول، فلم يرض ابن الجزري إقامة أحدهما مكان الآخر وعلق بقوله:" وهذا غريب وفيه توسع للعامة."
هذه هي أقوال علماء الأصوات المعاصرين وهم مجمعون علي عدم وجود هذه الضاد ومن يعترض ويخالف أهل التخصص لا يعتد بقوله إلا أن يأتي بدليل واضح وهذا الدليل معدوم كما قال أهل التخصص فبطل قولهم .. وهذا لا يخالف فيه أحد.
فما السبب في عدم وجود هذه الضاد الآن؟؟
¥