تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

" ... وتكون فى هذا النطق المتخفف كالضاد المصرية التى تشبه "الدال المفخمة" وشاهد وقوع هذا النطق مبكرا قول الأغلب العجلى ــ حين استنشده عامل عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـــ

أرجزا تريد أم قصيدا ـــ وروى: أم قريضا ـــ

لقد سألت هينا موجودا

أم هكذا بينهما تعريضا

كلاهما أجيد مستريضا

فمقابلة الضاد فى القافية بالدال فى كلمتى "قصيدا" وموجودا" أو الأخيرة فقط يعنى أنه كان يحس أنهما متقاربان وكأنهما سواء ــوهذا لايكون إلا بنطق الضاد شديدة. ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح. وأيضا نجد في وصف ابن سينا بخروج الضاد أنها شديدة. ا. هـ

انظر معانى القرآن للفراء 1/ 140،وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى 516، ولسان العرب (روض)

أقول: وطالما أنها ثبتت فى لهجات العرب جاز القراءة بها وخاصة فى هذا الحرف ووصف ابن سينا للضاد بالشدة ليس مخالفا للعلماء بل هي لغة موجودة يتناقلها الناس وإن كانت قديما قليلة وانظر إلي قول د/ جبل:" ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح."

وهذه الأبيات حجة قوية لأن الشعر حجة عند العرب كما جاء في المناظرة التي ذكرها السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن:" قال أبوبكر بن الأنباري: قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا، الاحتجاج علي غريب القرآن ومشكلة بالشعر. وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك، وقالوا: إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلا للقرآن قالوا: وكيف يجوز أن يحتج بالشعر علي القرآن، وهو مذموم في القرآن والحديث قال: وليس الأمر كما زعموه من أنا جعلنا الشعر أصلا للقرآن، بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر، لأن الله تعالي قال: (إنا جعلنا قرآنا عربيا) وقال (بلسان عربي مبين) وقال ابن عباس: الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلي ديوانها ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب وقال أبو عبيدة في فضائله ـ ثم ذكر السند ـ عن ابن عباس أنه كان يأل عن القران فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيدة: يعني كان يستشهد به علي الشعر" .... ثم أورد السيوطي ما كان بين ابن عباس ونافع بن الأزرق، لما سأله نافع عن معاني بعض الكلمات كان ابن عباس يجيب بالشعر .. وهي قصة مشهور. الإتقان صـ 173 وما بعده.

فالذي ينكر الأبيات في الاستشهاد يرد عليه بوصف ابن الأنباري " وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك " ولا أظن أن هناك تعقيبا علي هذه الجزئية بعد هذا القول. وتوصية كثير من الصحابة في قولهم:"عليكم بديوان العرب وهو الشعر" وهذا ثابت عن عمر وابن عباس وغيرهما فد علي حجية الشعر في إثبات اللغة مع ما هو ثابت في زماننا قراءة .. والحمد لله رب العالمين.

فإن قيل هذا مخالف لوصف كثير من العلماء للضاد وما دام أنه مخالف لا نأخذ به فما الجواب؟؟

قلت: واللغة ليس فيها خلاف لأنها مبنية علي السماع فإن كان هناك ثمة خلاف فيحمل علي أنهما لغتان أو علي اللغة القليلة أو الغير مشهورة. أمَّا أن نقول: إن هذا مخالف لهذا، فنترك هذه اللغة القليلة مثلا هذا ما لم نسمعه من قبل. ثم إن ابن سيناء وصفها بأنها شديدة .. فدل ذلك علي قدمها والحمد لله، وابن سينا أحد علماء القرن الخامس الهجري حيث قال في كتابه " أسباب حدوث الحروف " ما نصه: وأما الضاد فإنها تحدث عن حبس تام عندما تتقدم موضع الجيم وتقع في الجزء الأمل إذا أطلق أقيم في مسلك الهواء رطوبة وحدة أو رطوبات تتفقع من الهواء الفاعل للصوت ويمتد عليها منحبسا حبسا ثانيا ويتفقأ فيحدث شكل الضاد " ا. هـ 18

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير