ومن قصر في التلقي، وأخلَّ بالقرآن في تلاوته، ولم يبد عليه أثره كان قمناً أن يحرم من هذا الشرف لعدم أهليته، فإنه ينبغي أن يبقى للقرآن هيبة في قلوب المؤمنين، وللعلم حرمة تصان وتحترم، وإلا لم يبق للمُجِدِّ فضيلة، وللسابق مزية.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 Sep 2005, 08:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العرض الجميل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2006, 05:50 م]ـ
قال ابن خلكان (608 - 681هـ) في ترجمة العلامة علم الدين السخاوي (ت643هـ) رحمه الله: (ورأيته بدمشق والناس يزدحمون عليه في الجامع لأجل القراءة، ولا تصح لواحدٍ منهم نوبةٌ إلا بعد زمان، ورأيته مراراً راكباً بهيمةً وهو يصعد إلى جبل الصالحيين، وحوله اثنان وثلاثة، وكل واحد يقرأ ميعاده في موضع غير الآخر، والكل في دفعة واحدة، وهو يَردُّ على الجميع.) [وفيات الأعيان 3/ 340 - 341]
قال الإمام الذهبي تعليقاً على هذا الفعل من الإمام السخاوي:
(ما علمتُ أحداً من المقرئين ترخص في إقراء اثنين فصاعداً إلا الشيخ علم الدين، وفي النفس من صحّة تحمل الرواية على هذا الفعل شيءٌ؛ فإن الله تعالى ما جعل لرجل من قلبين في جوفه.
ولا ريب في أن هذا العمل خلاف السنة؛ لأن الله تعالى يقول: ?وإذا قُرئ القُرآنُ فاستمعوا له وأنصتوا?. فإذا كان هذا يتلو في سورةٍ، وهذا في سورةٍ، وهذا في سورةٍ في آنٍ واحدٍ ففيه جملة مفاسد:
أحدها: زوال بهجة القرآن عند السامعين.
وثانيها: أن كل واحد يشوش على الآخر، مع كونه مأموراً بالإنصات.
وثالثها: أن القارئ منهم لا يجوز له أن يقول: قرأت على الشيخ علم الدين وهو يسمع، ويعي ما تلوته، كما لا يسوغ للشيخ أن يقول لكل فرد منهم: قرأ علي فلان القرآن جميعه، وأنا منصت لقراءته، فما هذا في قوى البشر، بل هذا مقام الربوبية، كما قالت أم المؤمنين عائشة: (سبحان من وسع سمعه الأصوات). وإنما يصحح تحملهم، والحالة هذه إجازة الشيخ لهم، ولكن تصير الرواية بالتلاوة إجازة لا سماعاً، من كل وجهٍ).
[معرفة القراء الكبار للذهبي 3/ 1090 - 1091، وفي تاريخ الإسلام 10/ 329 باختصار]
قال الإمام محمد بن الجزري (ت833هـ) معقباً على كلام الإمام الذهبي: (بل في النفس مما قاله الذهبي شيءٌ. ألم يسمع: وهو يرد على الجميع؟! مع أن السخاوي لا نشك في ولايته، وقد أخبرني جماعة من الشيوخ الذين أدركتهم عن شيوخهم أن بعض الجن كان يقرأ عليه، وقضيته التي حكاها العدل شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه مع تلميذه في حق جاريته معروفة ذكرتها في الطبقات الكبرى تدل على مقداره). [غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 570]
ـ[خلف الجبوري]ــــــــ[25 Feb 2006, 05:02 م]ـ
لعل ابن خلكان لم ير (العرفاء أو الملقنين) الذين كان العلامة السخاوي يشرف عليهم، وحسب أنه هو الذي يقرئهم، فقد أورد السخاوي طريقة الإقراء هذه في كتابه (جمال القراء 2/ 454) قال: فكان أبو الدرداء قاضي دمشق وسيد القراء فيها، يجعل الناس حين يجتمعون عليه بعد صلاة الغداة للقراءة عشرة عشرة، وعلى كل عشرة عريف أو ملقن، حتى بلغ الذين يقرؤون القرآن عنده أزيد من ألف رجل، وهو يقف في المحراب يرمقهم ببصره، وقد يطوف عليهم قائماً، فإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء يعرض عليه، وكان عبدالله بن عامر عريفاً على عشرة، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر.
فهذه هي طريقة الإقراء المعروفة لدى القراء، فلا أظن أن السخاوي يخالف أشياخه في هذا.
د. خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية / جامعة تكريت / العراق
[email protected]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2006, 01:15 ص]ـ
الأخ العزيز الدكتور خلف الجبوري بارك الله فيه.
الذي يبدو من وصف ابن خلكان لما رآه من حال السخاوي رحمه الله مع طلابه - من الاستماع لهم وهو راكب على دابته، وأظنهم يمشون على أقدامهم، ولعله يمتطي حماراً أو أتاناً - أنها تخالف ما كان يصنعه أبو الدرداء رضي الله عنه. فالسخاوي يستمع للثلاثة معاً، وكل طالب يقرأ من موضع مختلف عن صاحبيه، ويرد على كل واحد منهم خطأه، وهذا الذي أنكره الذهبي، أما فعل أبي الدرداء فظاهر، ولا مؤاخذة فيه، بل هو الذي عليه عمل الشيوخ الذين يقرأ عليهم عدد كبير من الطلبة.، فهم يكلفون الطلاب المتقدمين بتعليم زملائهم المبتدئين، ثم بعد ذلك يعرض هؤلاء المبتدئون على الشيخ، وقد استقامت ألسنتهم بالقراءة، ولا نت بأحكام التجويد.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[05 Mar 2006, 10:14 م]ـ
فوائد جليلة في موضوع الإقراء والإجازات، شكراً للدكتور عبدالرحمن والدكتور خلف وبقية الإخوة على إثراء الموضوع. ولدي سؤال:
ما هو الفرق بين الإجازة للقارئ، والإسناد؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:41 م]ـ
ولدي سؤال:
ما هو الفرق بين الإجازة للقارئ، والإسناد؟
لعل الزملاء في القراءات يجيبون الأخ فهد على سؤاله مشكورين.
¥