هذا إن تساهلت كل طبقة بواحدٍ بالمائة فقط، فما بالك لو زاد التساهل؟
لكن – بحمد الله تعالى – لم يقع هذا التساهل، وقد وصلنا القرآن العظيم مضبوطاً بكل حركة وسُكون، وغنة وقلقة، ومد وقصر، وتفخيم وترقيق، محفوظاً من كل تغيير وتبديل.
? إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ?.
فاحرص أن تكون ممن يحفظ الله بهم القرآن، واحذر أن تكون من الذين يتساهلون بنقل القرآن.
قال الله تعالى: ? إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ?.
وقال: ? فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ?.
آدابُ الإجازة في القرآن الكريم:
أولاً: آدابُ الشيخ (المجيز):
1 - الإخلاص: أن يقصد بذلك مرضاة الله تعالى، ولا يقصد به توصلاً على غرضٍ من أغراض الدنيا، من مالٍ أو رياسةٍ أو وجاهةٍ أو غير ذلك.
2 - الحذر من قصده التكثر بكثرة طلابه.
3 - الحذر من كراهته قراءة طلابه على غيره من ينتفع به.
4 - التخلق بالأخلاق الحميدة، وخاصة التواضع للطالب.
5 - تنظيف الظاهر والباطن.
6 - الرفق بمن يقرأُ عليه، والترحيب به، والإحسان إليه، وعدم استخدامه في الحاجات الخاصة.
7 - الاعتناء بمصالح الطالب، وبذل النصيحة له.
8 - تفريغ القلب حال الإقراء من الشواغل.
9 - تقديم الأول فالأول في الإقراء إذا ازدحموا.
10 - تفقد من يغيب منهم.
11 - عودةُ من يمرض منهم.
12 - توسيع مجلس القراءة.
13 - تدريب الطالب على القراءة ببعض أجزاء من القرآن؛ حتى يتأهل للبداية بختم الإجازة، الذي يجبُ أن يكون خالياً من الأخطاء في حال التلقي.
14 - اختبار الطالب بالوقف على كل كلمة يصعبُ الوقف عليها على غير المتعلم.
مثل: ? حَاضِرِى ? من قوله: ? حاضرى المسجد الحرام ?.
و ? وَيَمحُ ? من قوله: ? وَيَمحُ الله الباطل ?.
إلى غير ذلك من الكلماتِ الكثيرة .....
15 - اختبارُ الطالب بالابتداء بالكلمات التي يصعب الابتداء بها على غير المتعلم.
مثل: ? اجتُثَّت ?، ? امشُوا ?، ? لْئيكة ?، ? لِيَقطَعَ ?.
إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة .....
16 - اختبار الطالب بوصل الكلمات التي يصعب وصلها على غير المتعلم.
مثل: ? ما هِيَه نار ?، ? طُوى اذهب ?، ? أحدٌ الله الصمد ?، ? لم يَتَسَنَّه وانظر ?، ? بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر ?.
إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة ......
17 - تدريب الطالب على مراتب القراءة الثلاث، ولا بأس بأن يقرأ الثلث الأول من القرآن بمرتبة التحقيق، والثلث الثاني بمرتبة التدوير، والثلث الأخير بالحدر، فيكون قد أتقن المراتب كلها.
وذلك لأننا شاهدنا بعض الذين يتقنون القراءة بالتحقيق أو بالتدوير لا يُتقنونها بالحدر؛ لأن شيخهم لم يدربهم على هذه المرتبة، وهي ضرورية في المراجعة والمدارسة وفي صلاة التراويح وقيام الليل.
ثانياً: آدابُ الطالب (المجاز):
1 - الإخلاص.
2 - التخلق بالأخلاق الحميدة، وخاصة التواضع لأستاذه.
3 - تنظيف الظاهر والباطن.
4 - تفريغ القلب من الشواغل أثناء القراءة.
5 - التأدب مع معلمه ولو كان أصغر منه سناً أو شهرة، وأن ينظر إليه بعين الاحترام.
6 - أن لا يتعلم إلا ممن هو أهل للإقراء، وإلا لن يستفيد شيئاً.
7 - التأدب مع رفقة الشيخ وحاضري مجلسه.
8 - أن لا يقرأ على الشيخ حال شغلِ قلبِ الشيخ أو مللهِ، أو غمهِ، أو فرحهِ، أو جوعهِ، أو عطشهِ، أو نعاسهِ، أو قلقهِ، ونحو ذلك مما يشق معه على الشيخ الانتباه لقراءة الطالب، فيفوت قدرٌ من القراءة بلا تصحيح ولا أداءٍ صحيح، وربما أخطأ الطالبُ فلم يتنبه له الشيخ.
9 - تحمل جفوة الشيخ؛ لأن من لم يصبر على ذلك التعلم بقي عمره في عماية الجهالة.
10 - الحرص على التعلم في جميع الأوقات التي تناسب الشيخ، لا التي تتناسب مع الطالب.
11 - عدم حسد أحداً من رفقته؛ وطريقة ذلك: أن يعلمَ أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل الفضيلة في هذا، فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمه أرادها الله تعالى ولم يكرهها.
12 - أن لا يعجب بنفسه بما حصله؛ وطريقة ذلك: أنه لم يحصل له ما حصل بحوله وقوته، وإنما هو من فضل الله (ومن فضله عليك أن خلق ونسب إليك) فالفضل له سبحانه وتعالى.
ومن أراد المزيد من هذه الآداب ... فعليه بكتاب ((التبيان في آداب حملة القرآن)) – رحمه الله تعالى – فهو من أعظم ما كُتبَ في هذا الباب.
منقول من كتابه هل التجويد واجب؟
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[16 Sep 2005, 03:10 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل، وهو جدير بالقراءة.
وأطلب من الإخوة القراء أن يجعلوا هذا الكتاب (طبعته دار المنهاج) من ضمن سلسلة الكتب الواجب شراؤها لعظم منفعتها.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[19 Sep 2005, 02:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المقرئ معاذ بن الشيخ المقرئ صفوت بن محمود سالم
على تعليقكم الجميل وفعلا شيخي
الكتاب قيم جدا وفيه اضافات جميلة وتوضيحات رائعة عن اهمية التجويد ووجوبه
كما فيه بحث رائع عن الوقف والابتداء
نسال الله ان يرحم مؤلفه وينفع بكتابه