ـ[عماد الدين]ــــــــ[19 Nov 2005, 02:31 م]ـ
إخواني الأعزاء
أقترح من المشرفين وضع بعض الصور للطبعة الجديدة لقدرتهم على وضع الصور بالموقع.
الإخوة يلحون عليكم بذلك منذ فترة بارك الله فيكم.
ليت المصحف لدي الآن لأضع بعض الصفحات.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[19 Nov 2005, 11:24 م]ـ
بلغني أن الطبعة الجديدة تحوي ما يزيد على 400اختلاف في علامات الوقف والابتداء عن الطبعات القديمة
ولعل ذلك يُعزى أيضا إلى تغيّراللجنة المشرفة على مراجعة المصحف.
والله أعلم
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[20 Nov 2005, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة الأفاضل والعلماء الأجلاء الذين كتبوا وعلقوا على هذا الموضوع، ولكني أبدي وجهة نظري حول مصحف المجمع في نسختيه المختلفتين.
وقبل أن أبين ذلك أريد فقط التنبيه على أن كلا المصحفين مكتوبان بنمط واحد من أنماط الخط العربي الأصيل، اصطلح الخطاطون على تسمية هذا النمط بخط النسخ.
وهناك أمر آخر أحب أن ألفت النظر إليه وهو أن كلا المصحفين مكتوب بالرسم العثماني الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتمده الإمام الجليل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
أما الآن فأنا أثبت ما رأيته وما عندي من معلومات حول النسختين إن شاء الله:
أما النسخة الأولى التي نعرفها جميعاً والتي حفظنا عليها القرآن فهي نسخة كتبت في الشام قديماً وعليها طبعت كل المصاحف الشامية إلى يومنا هذا فيما أعلم - والله أعلم -، وأخذ منها المجمع نسخة طبعها وعدل عليها كلمات معدودة قليلة جدّاً، ولكم أن تروا نموذجاً لمثل هذه التعديلات في حرف اللام الأخيرة من كلمة (وليملل) من آية الدين رقم 282 من سورة البقرة، فإنها - أي اللام من هذه الكلمة- في المصاحف المطبوعة بالشام ممدودة نوعاًُ ما، بينما نجد المجمع قد عدلها في طبعاته الأولى لتصبح بالشكل المعهود لدينا للام الأخيرة في الكلمة، وإنما غير المجمع هذه الكلمة لأن اللام في خط النسخ الذي كتب عليه المصحف لا تقبل هذه المدة (الكشيدة)، فهذا خطأ فني عند الخطاطين، وإنما اضطر الخطاط لعملها هكذا لأن المساحة المتبقية لنهاية السطر كانت كبيرة ولا تكفيها الكلمة إلا بمط اللام قليلاً.
كما أن المجمع عدل أيضاً عليها أكثر علامات الوقف والابتداء التي كانت موجودة في المصحف المطبوع في الشام بحسب آراء علمائنا الأفاضل السادة في لجنة مراجعة المصحف، أما فيما عدا ذلك فالمصحف الأول للمجمع هو عبارة عن صورة منتسخة تماماً من المصحف الذي كتبه عثمان طه - حفظه الله - في الشام قبل إنشاء المجمع أصلاً.
هذا وقد بقي المجمع على هذه النسخة إلى ما قبل حوالي سنتين أو ثلاث سنوات تقريباً أي إلى أن استبدل هذه النسخة بالطبعة الحديثة له.
أما الطبعة الحديثة التي نراها فهي نسخة ثانية كتبت من جديد في المجمع مختلفة عن نسخة الشام، بقلم مختلف، وسُمك مختلف، وحجم مختلف للكلمة، وبالتالي فهي غير متفقة تماما في كل البدايات والنهايات في الأسطر والصفحات مع النسخة التي كتبت بالشام، مع العلم أن هذه النسخة كانت بمراقبة لجنة جديدة مختلفة الأعضاء في الأغلب الأعم.
هذا وقد كان الحرص قائماً على أن توافق هذه الطبعة الجديدة الطبعات السابقة إلا أن اللجنة ارتأت أن تُرَحَّل آية أو اثنتان من بعض الصفحات المضغوطة بسبب كثرة الكلمات، إلى الصفحة التي تليها لكي تكون كثافة الكلمات في كل صفحة واحدة تقريباً - وهذه وجهة نظرهم-.
كما عدلت اللجنة في طريقة كتابة بعض الكلمات بحيث لا تتراكب حروف على أخرى كاللام مع الميم، والياء مع الجيم، ونحو ذلك مما هو جائز في قواعد الخط العربي، إلا أن اللجنة رأت خلافه حتى يكون كل حرف قائماً بذاته وحركاته وسكناته ولا يلتبس بحرف آخر، ويتضح ذلك جلياًّ في قول الله تعالى (ونمارق) من سورة الغاشية فقد كانت النون مركبة فوق الميم فكان بعضهم يقرؤها (وغارق) بغين بعدها ألف، وكتبت في النسخة الجديدة من غير تركيب، هكذا: ونَمَارِقُ.
كما رأوا أن تلغى علامة الوقف الممنوع من المصحف لأن كل وقف لا يؤدي المعنى الكامل من الجملة يعتبر من الوقف الممنوع، وإذا كان الأمر كذلك فإن الأصل أن توضع على كل كلمة في القرآن علامة (لا) وهذا غير معقول، وإن كان التنبيه على بعض الكلمات كان من المتبادر أن يستغرب أحدهم من تخصيص هذه المواضع دون غيرها.
وعلى كل فمسألة علامات الوقف فيها سعة وهي أولا وأخيرا مسألة اجتهادية بحتة إلا فيما يندر جداً من المواضع.
ويجدر بي هنا أن أنبه على ملحظ هام وهو أن أول طبعة من النسخة الثانية هذه كان فيها اختلافات كثيرة عن الطبعات القديمة وخاصة في جزء عم، وانهالت الطلبات الكثيرة على المجمع بالعودة إلى الطبعة القديمة، مما حدا بالمجمع إلى تعديل هذه المواضع من جزء عم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبالتالي فالطبعة الثانية وما تبعها إلى الآن من النسخة الثانية مختلفة عن الطبعة الأولى من ذات النسخة.
وكل ما ذكرته في هذا المقال اعتمدت فيه على دراستي لأسس وقواعد الخط العربي، وعلى ملاحظتي التي دققتها بين النسختين، وعلى مقابلة أجريتها مع فضيلة الشيخ المقرئ محمد تميم بن مصطفى الزعبي، عضو لجنة مراجعة المصحف الجديد.
والله ولي التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
¥