لكننا في زمن الشبهات المتتالية على القرآن الكريم، يجب أن نطرح أن رواية ـ أو زيادة على رواية ـ ضعيفة وخاصة الـ ((شاذة)) أو الـ ((منكرة))
وهنا أركز على كلمة ((منكرة)) أو ((شاذة))
ففي طرح الروايات الضعيفة، يسهل توجيه الشبهات الواردة.
وأنبه إلى أنه عند الرد على الشبهة لا تأتِ بالرواية الضعيفة وترد عليها، بل يكفي إهمالها ...
حتى لا يحصل تشتيت ..
أما إن استشهَدَ بها صاحب الشبهة، فيجب أن تجتهد في بيان ضعفها، أشد من اجتهادك في جمع الروايات الصحيحة.
وكنتُ إذا إن التمست العون من العلماء المعاصرين الذين تحدثوا عن جمع القرآن الكريم، سواء كان ذلك في كتب علوم القرآن، أم في دراسات وأبحاث وأحياناً كتب مستقلة ...
وجدتهم يركزون على حديث أبي خزيمة، وخزيمة رضي الله عنهما ...
ويبدؤون بالتخريج والتأويل والبحث هل هما شخصية واحدة .... الخ
ويتطاول البحث مركَّزاً على حديث أو حدثين، في جزئية من جزئيات البحث.
وقد يكون البحث موفقاً ـ وهذه غالب أكثر الأبحاث المعاصرة في هذا النموضوع ولله الحمد ـ لكن كثر الإطالة في موضوع خزيمة بن ثابت أعطته أهمية على حساب باقي البحث، وسواء كان القارئ من المسلمين أم من المتشككين سيضيع في دوامة كثرة توجيه هذا الحديث.
" تلك إذاً قسمة ضيزى ".
وكم أتمنى من السادة أهل العلم، حين يناقشون قضية شائكة كهذه أن يستخدموا أسلوباً يجمع بن الرد الإجمالي والرد التفصيلي.
فأنت حين ترُد عليه رداً إجمالياً سيكون هذا الرد بين عينيه وهو يبحث في النصوص والروايات التي جئت بها تفصيلاً.
أما تأخير الرد إلى النهاية فإنه لن يؤتي أكله إلا نادراً فأهل العلم وطلبته في أندر من يكون، ونحن في زمن (الساندويتشات) السريعة.
وقد يتعلق صاحب الشبهة بجزئية هنا أو هناك في الرد، فبدلاً من أن تجيبه على شبهته .. زدتها.
هذا إن لم يعد كثرة الروايات أو توجيه الرواية الواحدة نوعاً من الهروب.
طبعاً أنا لا أدعو لعدم التفصيل في الرد .. بل ينبغي ذلك، لكن ليكن بإجمال، يتبعه تفصيل.
والله تعالى أعلم.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[29 Dec 2005, 07:59 م]ـ
الأخ عبد الرحيم: بارك الله فيك.المسألة هي أن هناك من أهل العلم من عبر بهذا التعبير وهو أن عثمان وحد المصاحف،ولم أجد من أهل العلم المتقدمين من نقد هذا التعبير فيما أعلم. فهل هذا التعبير صحيح أم لا؟ أما التعبير الآخر وهو أن عثمان نسخ المصاحف فهوتعبيرصحيح كما هو معلوم. فأفيدونا بارك الله فيكم.