و قال المرادي (ت749) بعد نقله كلام مكي السابق: وقال شريح (539): ذهب قوم من أهل الأداء إلي أنه لا تكرير فيها مع تشديدها، وذلك لم يؤخذ علينا، غير أنا لا نقول بالإسراف فيه، وأما ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحدا من المحققين بالعربية ذكر أن تكريرها يسقط بحال "ص24
ثم نقل المرادي (ص77) قول الجعبري السابق ثم قال المرادي "قلت: وظاهر كلام الناظم (السخاوي): "صن تشديده عن أن يري متكررا" أن التكرير ليس بصفة ذاتية إلا أن يجهل كلامه علي أن المراد صون الراء عن الإفراط في التكرار.
قال مكي: وأكثر ما يظهر تكريره إذا كان مشددا نحو"كرّة" فواجب علي القارئ أن يخفي تكريره ولا يظهره فمتي أظهره فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين .. ) فقد فهم المرادي قول مكي والجعبري والسخاوي أنهم يقصدون المبالغة، مع ما تقدم من نقله لقول شريح أن المقصود المبالغة).
ثم لو نظرنا في قول سيبويه وهو يصف الفرق بين تكرار الحرف وتكرار المخرج تعلم حقيقة الأمر
ولو نظرنا إلي ما قاله الجعبري أيضا في منظومته "عقود الجمان في تجويد القرآن":
والراء روِّ ولا تهرهر واخفين **تكريره بلزوم ظهر لسان
كيلا تزيد الذِّكر إن كرَّرته **رحماء فارغب مارج ريحان
واحذر من التكرير إن شدَّدته **كالراكعين يفرِّق الرحمن
فقوله " والراء روِّ" دليل علي حثه علي الإتيان بالراء أي الإتيان بربوها ثم قال "ولا تهرهر " وهو يدل علي النهي علي تكرار الراء وهرهر سوق الغنم لكثرة التنبيه علي الغنم بقولهم "أ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر" ولذا نهيه كان المبالغة في التكرير.
بل والمرعشي الذي ذكره د/ جبل لو نظرت في قوله لوجدته يستدل بكلام الجعبري
وهاهو المرعشي يذكر قول الجعبري بل ويستدل به علي صحة الوصف بلصق اللسان .. والمرعشي جعله د/ جبل ممن قالوا بتكرار الراء دون مبالغة
وقد فصل حقيقة التكرار فضيلة الشيخ عطية قابل نصر في كتابه: غاية المريد فقال: والتكرير صفة ملازمة لحرف الراء بمعنى أنها قابلة لها فيجب التحرز عنها؛ لأن الغرض من معرفة هذه الصفة تركها، بمعنى: عدم المبالغة فيها، وأكثر ما يظهر التكرير إذا كانت الراء مشددة نحو: كرة، مرة، فالواجب على القارئ أن يخفي هذا التكرير ولا يظهره لقول الإمام ابن الجزري: وأخفِ تكريرًا إذا تشدد.
وليس معنى إخفاء التكرير إعدام ارتعاد رأس اللسان بالكلية؛ لأن ذلك يؤدي إلى حصر الصوت بين رأس اللسان واللَّثة كما في حرف الطاء وهذا خطأ لا يجوز، وإنما يرتعد رأس اللسان ارتعادة واحدة خفيفة حتى لا تنعدم الصفة.
وطريق الخلاص من هذا أن يلصق القارئ ظهر لسانه بأعلى حنكه بحيث لا يرتعد رأس اللسان كثيرًا.))
ومن هنا يتضح للقارئ تسرع فضيلته في إطلاق الأحكام دون فهم أو إدراك لطرق القراء قديما، ولذا وقع في المحظور. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[حادي العيس]ــــــــ[10 Dec 2009, 09:39 م]ـ
وطريق الخلاص من هذا أن يلصق القارئ ظهر لسانه بأعلى حنكه بحيث لا يرتعد رأس اللسان كثيرًا
الحال ما ذكره فضيلة الشيخ عبد الحكيم حفظه الله ـ وأضيف بعد استئذان شيخنا (وأقل التكرار مرة).