تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال أبو شامة عند الحديث عن الإخفاء في إبراز المعاني ( .......... فلما توسطت أعطيت حكما وسطا بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء).

قال الإمام ابن الجزرى في النشر صـ27 الجزء الثاني عند حديثه عن الإخفاء " واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربها من الإدغام فيجب إدغامها فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارها عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار وأخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده قال: الفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم، أن المخفي مخفف، والمدغم مشدد والله أعلم " أ. هـ.

قال النويرى في شرحه لطيبة النشر صـ42 –43 الجزء الثالث " حروف الإخفاء لما تراخت وباينت ناسبت أن تعطى حكما مخالفا للحكمين لكن من كل وجه لأن مخالفتها لم تقع من كل وجه لما في حروف الإخفاء من حيث هي من قربها من يرملون والحلقية فعلى هذا لابد في الإخفاء من جهة بها تشبه الإظهار والإدغام وجهة بها تفارقهما فالأولى أن الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول.

ولهذا يقال: أظهر عند كذا وأخفى عند كذا وأدغم في كذا ويفارقه من بقاء الغنة.

والثانية أنه يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب مع الباء ضرب من الإخفاء وفيه مناقضة قلت: إنما يعتبر بما يتلفظ به دون ما فعل قبل ذلك ولم ينطبق مع الباء إلا بإخفاء فقط " أ. هـ

وقال المرصفى في هداية القاري صـ168 عند الحديث عن الإخفاء " ........... وفى الاصطلاح: هو عبارة عن النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو هنا النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي " أ. هـ

وهذا التعريف يكاد يكون موافقاً لما في كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر، وكذلك قال الملا على القارى نحوا من تعريفهم.

وبعد سرد أقوال الأئمة فى تعريف الإخفاء اصطلاحا، نتكلم عن طريقة الإخفاء.

أقول: إن طبقنا هذا التعريف على إخفاء الميم الساكنة مع الباء وأيضا القلب فى النون الساكنة- فلا فرق بينهما نطقا – (انظرتعريف النويرى) يتضح لك الفرق فى إطباق الشفتين، فالشفتان لا تنطبقان كما في انطباق (الميم المظهرة) فى مثل "إنهم كانوا " ولا انطباقة (الميم المشددة) فى مثل (أمّن) لأنه قد ظهر لك أن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام، فإذا كان إنطباق الشفتين عند الإخفاء لا يكون (كالميم المظهرة) ولا (كالميم المشددة) فكيف إذا؟!!

وما يستدل به إخواننا من أن كلمة " إنطباق " تدل على الملامسة المحضة فأقول لهم: إن هذه الكلمة لاتدل على إلصاق الشفتين إلصاقا تاما فى كل موضع، وقد يعبر بعضهم – من القدامى – عن مخرج"الواو " بلفظة إنطباق الشفتين دون ذكر وجود الفرجة التى فى الواو لوضوح الأمر فيه،وأيضا ماعبر به الشاطبى فى باب الوقف على أواخر الكلم فى معرض حديثه عن الإشمام حيث قال:

والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما .. يسكن لاصوت هناك فيصحلا

والإشمام كما هو معروف ضم الشفتين مع ترك فرجة لأنه إشارة للحرف المضموم، والمضموم لايمكن نطقه نطقا صحيحا إلابضم الشفتين مع وجود فرجة.

وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما

فكلمة انطباق لا تدل هنا على الإلصاق التام ولكن لما كان هناك إطباق فى غالب الشفتين عبر به على أساس الغالب، ثم إن شراح الشاطبية لم يتعرضوا إلى تصحيح الكلمة، ولكنهم شرعوا في توضيح الإشمام مباشرة

ومعلوم أن الإمام أبا شامة له تعقيبات كثيرة على الشاطبى إلا إنه لم يعقب بشىء فى ذلك الأمر وفى التيسير قال الدانى " أما حقيقة الإشمام فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة " أ. هـ بتصرف

فقوله " ضمك شفتيك " يقصد به ضم الشفتين طبقا لأنه يتكلم عن الإشمام – مع وجود الفرجة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير