تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرئ الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرئ الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرئ الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرئ الشيخ أبو الحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرئ الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارئ كبير هو أبو جعفر ابن الباذش (ت 540هـ) حيث قال: وقال لي أبو الحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقاً واحداً.

الملاحظة الثانية: ذكر الإمام الجزريّ أن هناك وجهاً مقروءاً به في الميم التي بعدها باء ألا وهو الإظهار , حيث قال: ((وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادى وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً , وهو اختيار مكيّ القيسيّ وغيره , وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية , وحكى أحمد بن يعقوب إجماع القراء عليه , قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا إن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب)) بارك الله في شيخي وأطال الله لنا عمره كم يمتعنا بنوادره التجويدية التي نسمعها منه في غرفته الصوتية بالإنترنت.

{قرار مجلس شيوخ دمشق الشام قالوا بالإطباق}

وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء (ولقد اجتمعت هذه اللجنة ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إي بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإخفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ)، (مِنْ بَعْدِ) (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ)، وهكذا كان ينطق [أي بفرجة بين الشفتين]، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق، أيها الأخوة الذين تسمعونني: النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي].

أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به، فشتان بين قولنا (أَنْ سَلامٌ) وبين قولنا (عَنْ صَلاتِهِمْ) فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده. وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها.

وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك، ومن عاد إلى تسجيلات الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، أو الشيخ محمد رفعت، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تسجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الآن، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير