العالم، ليدخلها بلا قيود ولا عقبات ...... وبقي بعد هذا: الرجل الذي تخرج من تحت يده وحده كل هذه المصاحف بعد توقيعه وختمه ومراجعته لكل حرف فيها: إن عمره 68سنة، وقد ظل52عاماً يقرأ المصاحف قبل طبعها وخروجها من مصر، وكان آخر عمره يراجع المصاحف وهو على سرير المرض، رحمه الله تعالى. والرجل موجود في القاهرة، في حي (باب الوزير) واسمه: علي محمد الضباع، وهو الإسم الذي تقرأه على كل مصحف وجد في العالم الإسلامي كله منذ اثنين وخمسين سنة مضت، وقد وقع – حتى اليوم – على 380 طبعة ونوعاً من المصاحف، ويحتفظ في منزله بدولاب خاص، به نسخة من كل مصحف راجعه وسمح بطبعه. والرجل الفاضل يحتفظ بالختم الذي يحمل توقيعه في كيس صغير من القماش، ومعه عدسة كبيرة يقرأ بها النسخ الدقيقة الخط، فإذا فرغ من قراءة الصفحة ختمها، ويظل على هذه الحال حتى ينتهي من الكتاب كله، وبعد الطبع يراجعه مرة ثانية، ويسمح بتداوله أو تصديره. ويروي الشيخ الضباع (لآخر ساعة) قصة صغيرة عن خطأ وقع فيه بعض الشيوخ عندما طالبوا بنطق كلمة ((ولا الضالين)) على أنها ((ولا الظالين)) وثار نقاش طويل – وجدل – حول هذه المسألة فطالبه شيخ الأزهر بأن يبحث الموضوع، فاستمر شهرين وهو يقرأ (173) كتاباً تبحث في هذه الموضوعات حتى انتهى من كتابة مذكرة تقع في ست صفحات من الفولسكاب، تؤيد نطق ((ولا الضالين)) بالضاد. والشيخ الضباع يراجع بعض المصاحف في سنة كمصحف (حمزة) وبعضها يستغرق ثمانية شهور كمصحف (نافع). وهو الآن يقضي أيامه على سرير المرض، ولا تزال أوراق المصاحف حوله يراجعها، لأنه يريد أن يصل برقم المصاحف التي راجعها ووافق على طبعها إلى 500 نوعاً من الطبعات، و لقد طبع من هذه الأنواع أكثر من مائة وخمسين مليون مصحفاً، كلها تحمل توقيعه " أهـ. ثناء العلماء عليه رحمه الله وقد أثنى كثيراً من المشايخ على كل الشيخ الضباع وقرظوا عدداً من تآليفه، وممن أثنى عليه شيخنا الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي
أين البابل يا ضباع والعود لتعزف الحب إن الحب منشود
إن يسعِدالحب في الدنياأخاثقة فأنني بك في الدارين مسعود
فذلك الحب في الدنياروىأملى بفيض جودك حتى أورق العود
وذلك الحب في الأخرى سيسعدني بظل ربي وظل الله ممدود
وأسعدُ الحبِ ماقد فاز صاحبه بالحسنيين وهذا منك موجود
ولست وحدي محبا في الدنى لكموا فالروح نادى ولباه الألى نودوا
أعطاك ربكُ يا ضباع منزلة هيهات لم يرقها إلا الأماجيد
أختارك الله للقرآن في زمن فن القراءات فيه اليوم مؤود
و نفضت عنه غبار الوأد محتسبا يشدأزرك تأييد وتسديد
فأصبحت مصر للأقطار سيدة وللقراءات تحميد وتمجيد
أماالمقاريء فهي اليوم مفخرة وللمشايخ منك العز والجود
من بعد ماعبثت أيدي الزمان بها حينا وروعها بالأمس تهديد
ياصاحب الفضل والإفضال معذرة ناءالقصيد بماأوليت والجيد
أوليتني نعما ضاق الثناء بها ورحتُ أشدو فخانتني التغاريد
قربتني منك في عطف وفي حدب وحاطبي منك تسديد وتنضيد
وذلك القرب يامولاي أمنيتي طول الحياة ولو عزت سمنود
فحقق الله ماأرجوه من أمل وحبذاأمل وافى به العيد
جاء البشير غداة العيد في فرح فقالت الناس إبراهيم مجدود
لازلت معقدآمالي ومؤلها مارف تحت جناح الدوح أملود
ودمت تسمو وتعلو في الهدى أبدا وتاج عزك بالقرآن معقود
فإن حييت فلن أنسى لكم مننا وكيف ينسى جميل الروض غريد
وإن قضيت فرسمي قائلٌ لكموا اين البلابل يا ضباع والعود
إبراهيم السمنودي أكتوبر 1944م
مؤلفاته: كان الشيخ الضباع – رحمه الله – مكثراً من التصنيف، له مصنفات مفيدة جداً في العديد من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم بلغت نيفاً وسبعين مصنفاً. انتفع بها العلماء والطلاب على السواء، من وقته وإلى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله، وهذا بيان بأسماء مؤلفاته التي استطعنا جمعها من بين مطبوع ومخطوط، والتعرف على أسماء بعض المؤلفات التي لم تصل إلينا: 1 - أرجوزة فيما يخالف فيه الكسائي حفصاً. 2 - إرشاد المريد، إلى مقصود القصيد في القراءات السبع. 3 - الإضاءة في بيان أصول القراءة، بالنسبة للقراء العشرة. 4 - إعلام الأخوان بأجزاء القرآن. 5 - أقرب الأقوال، على فتح الأقفال، في التجويد. 6 - بلوغ الأمنية، شرح منظومة إتحاف البرية " بتحرير
¥