وقلت لولا هذه الواو، التي جيء بها قبل فعل النداء، لتم ذبح إبراهيم- عليه السلام- لولده، ولرأيتم دم إسماعيل- عليه السلام- يجري حتى الآن. ولكن الله سبحانه لما أراد أن يوقف هذا الذبح، أدخل الواو الجامعة على فعل النداء، فجمع بذلك بين الفعلين، بمعنى أن فعل {وتله}، والفعل {ناديناه} قد وقعا في وقت واحد، ولولا هذه الواو، لم ينفع النداء شيئًا؛ لأن وقوعه سيكون بعد وقوع الذبح .. هذا هو سر الإعجاز البياني في هذه الواو!!! وشواهدي عليه من القرآن، ومن أقوال السلف.
{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[12 Aug 2005, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أحضر درسًا في إعراب القرآن للدكتور فخر الدين قباوة مدرس النحو والأدب في جامعة حلب فسمعت أحد الحضور يطرح عليه هذه المشكلة التي أثارها الأخ عبد الرحيم مع تعليق الأستاذ محمد عليها فكان جواب الدكتور على ذلك:
أن هذا الكلام لا علاقة له بإعجاز القرآن لأن جواب (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب) هو قوله تعالى (وأوحينا إليه) والواو زائدة للتأكيد. ثم ذكر أن القرآن يستعمل الحروف الزائدة كثيرا لأغراض بلاغية .. ومن هذه الأغراض البلاغية أن الحرف الزائد يقوم مقام تكرار الجملة كهذه الواو في قوله تعالى: (وأوحينا).
فبدلاً من أن نقول: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه .. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه .. فنكرر الجملة الشرطية نأتي بالواو الزائدة فنقول كما قال الله تعالى: (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب وأوحينا إليه). فقامت الواو الزائدة مقام تكرار الجملة مرة ثانية. وكذلك نقول في بقية الآيات ... وهذا من بلاغة القرآن ..
هذا قول الدكتور ذكرته عنه بشيء من التصرف. وهو في رأيه الجواب العلمي المقنع لأولئك الملحدين والمارقين والمعادين للإسلام. وأما ما أجيب به من كلام لا يصلح أن يكون جوابًا.
ولما كان الدكتور فخر الدين لا يقبل النقاش لأنه يتبنى قضية الحروف الزائدة في القرآن ويعلل لوجودها بمثل هذه التعليلات رأيت أن أطرح رأيه على الإخوة المهتمين بتفسير القرآن وعلومه لعله يلقى صدى عندهم ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 Aug 2005, 03:03 م]ـ
إلى الأخ الفاضل: محمد بن إسماعيل عتوك وفقه الله:
شكر الله لك غيرتك على كلامه جل وعلا
ولكن: أعتقد انك هولت من الأمر وركبت مركبا لم تؤمر به بل نهيت عنه
كوننا نرد ما تكلم به أهل اللسان وننسف القواعد التي عليها نحتكم من أجل أن غيرنا ممن لا يحسنون لساننا ولا لغتنا يفهمون منه شيئا لا نريده = أعتقد أن هذا خوف وخنوع وخضوع ولقد تذكرت وأنا أقرأ كلامك قول الله تعالى لنبيه ومصطفاه " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير "
فليست القضية أن نبحث لأقوالنا أمورا يقتنع بها المخالف على حساب هدم المرتكزات التي قامت عليها ألسنة العرب
والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة
وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل
ةالسؤال: هل في لغة العرب حروف زائدة؟ وما فائدتها؟
وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد انها خافية عليك
والقرآن نزل بهذه اللغة وعندهم أن هذه الحروف لها معانيها ودلالاتها إذا لماذا نعترض على نزول القرآن بهذه اللغة؟
فزيادة (لا) مثلا في مواضع كثيرة كقوله تعالى " ألا تسجد) وقوله (ألا تشركوا به شيئا) وقوله (لا أقسم بيوم القيامة) وغيرها
وزيادة (ما) كقوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم) وقوله (فبما نقضهم ميثاقهم) وقوله (وإذا ما أنزلت سورة) وغيرها كثير
وغير ذلك من الحروف
وكذلك حرف (الواو) بعد (لما) ثبت أنها تزاد بدلالة شعر العرب وكلامهم فما المانع من اعتبار هذا القول والاعتماد عليه ومدرسة البصريين ليست وحدها من يمثل لغة العرب بل المدارس غيرها كثير وعليه فمن استدل لكلامه بلغة العرب فقد احتج بحجة قائمة
أما الفائدة من زيادة الحروف؟ فلا عجب ولا غرو ألا يتذوق هؤلاء المستشرقون معانيها وجمالها ففاقد الشيء لا يعطيه وغير الصيرفي لا يفرق بين الذهب والنحاس
أما نحن العرب فدلالتها تهز الأشجان وبراعة سبكها ونظامها تشنف الآذان، وأعظم جمال لها هو وضوح التأكيد وتكرار الكلام ولولا أني أحس أنك في غنى عن ذكر كلام المفسرين حول فائدة التأكيد في الحروف الزائدة لنقلتها لك
وعليه يا أخي: فإن كنت فهمت مقالتك على وجهها فلا أرى باعثا لهذا العطن
المقرئ
¥