تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان داود]ــــــــ[12 Aug 2005, 10:44 م]ـ

ليتك يا أخي المقرىء وفرت نصائحك لنفسك، وتركت الناس وشأنهم إلى مناقشة ما يطرحون من أفكار تقوم على الحجة والبرهان. وهل هناك أعظم حجة وبرهانًا من تفسير القرآن بالقرآن، وأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال من يعتد بآرائهم من المفسرين؟ وهل هذا هو المركب المنهي عنه الذي ترى أن الأستاذ محمد إسماعيل ركبه؟؟؟

لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك- لقرأت ما طرح من أفكار، وتدبرته كما أمرك الله تعالى حق التدبر- ولأرحت نفسك من إلقاء هذا الخطاب الإنشائي علينا. والعجب منكم تأخذون ببعض الأقوال، وتنسفون قول جمهور العلماء، ثم تتهمون غيركم بالطعن في السلف وأقوالهم دون تبصر وروية.

وكان يجدر بك يا أخي أن تناقش هذا القول الذي أتى به الأخ عبد القادر يثرب في تفسير الآية الكريمة، وأن تحتج له بالقرآن وأقوال السلف لتقنع الناس بأنه القول الصحيح الذي لا غبار عليه، ثم تسقط غيره من الأقوال دون أن تتعرض لشخص القائل بغض النظر عمن هو ومن يكون.

وأما بخصوص ما تدعيه من قولك: ((والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة.

وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل

فالسؤال: هل في لغة العرب حروف زائدة؟ وما فائدتها؟

وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد أنها خافية عليك .. إلخ))، فمن قال لك إن هذه القضية محسومة؟))

وإذا كانت القضية محسومة في نظرك فقط، فلماذا لم تسأل الطبري إمام المفسرين؟ كيف تقول يا إمام في ردك على من قال بزيادة الواو في قوله تعالى (وفتحت أبوابها): وغير جائز أن يكون في كتاب الله زائد .. ثم تقول بعد هذا بزياد الواو في قوله: (وأجمعوا) على أنه جواب (لما)؟؟؟

ولماذا لم تسأل إمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني: كيف خرجت يا إمام على قول من قال بزيادة الواو من العلماء، وقلت: إن جواب لما محذوف، وأن حذفه من إعجاز القرآن؟؟؟

ولماذا لم تسأل الإمام فخر الدين الرازي: كيف تقول يا إمام: إن القول بزيادة حرف من القرآن لا يجوز. وكيف تنكر وجود الزيادة في القرآن مع أنها قضية مسلم بها؟؟؟

ولماذا لم تسأل جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين من أئمة علماء النحو والتفسير، والذين يقولون بزيادة الحروف في القرآن ولغة العرب ويعللون لزيادتها بالتأكيد دون الكوفيين: لماذا قلتم: إن الواو هنا حرف عطف، وإن جواب لما محذوف؟؟؟

ولماذا لم تسأل الدكتور فضل حسن عباس: كيف ترد يا دكتور فضل على الكوفيين قولهم بزيادة الواو، ثم تقول:” ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد .. إن حذف الجواب في مثل هذه المواضع، لم يأت عبثًا؛ وإنما هو أمر يقصده القرآن قصدًا “.

وهناك الكثير من الأسئلة التي كان ينبغي عليك أن تسألها لنفسك أولاً من قبل أن تسأل غيرك، ومن قبل أن تقرر ما تقرر، وتقول ما تقول.

أليس الأجدر بنا أن ندع الناس وشأنهم ونكتفي بمناقشة ما يطرحون من أفكار، وما يأتون به من أدلة وبراهين .. ؟؟؟ أليس هذا أجدى وأنفع للجميع.

والمسألة المثارة هنا هي: حول الواو في قوله تعالى: (وأوحينا إليه). ونحوها. وهذه الواو:

1 - إما أن تكون زادة في جواب لمَّا .. وهو قول الكوفيين، ويسميها الفراء صلة. ومعنى الصلة عنده: أن دخولها في الكلام وخروجها منه سواء. ووافقه الطبري. وهذا يعني أنها ليست للتوكيد لأن التوكيد من مصطلح البصريين.

2 - وإما أن تكون عاطفة، أو حالية، والجواب محذوف .. وهذا قول جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين.

3 - وإما أن لا تكون زائدة، ولا عاطفة أو حالية.

فإذا كانت زائدة، فما الدليل على زيادتها؟؟؟

وإن كانت عاطفة .. والجواب محذوف، فما الدليل على ذلك؟؟؟

وإذا لم تكن زائدة، ولا عاطفة، فما الدليل على ذلك؟؟؟

هذا ما ينبغي أن يعرف، ويترجح أحد هذه الأقوال بما يعتمد عليه من دليل بغض النظر عن قائله من هو ومن يكون. وأعظم الأدلة وأقواها هو القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم أقوال الصحابة والتابعين، ثم أقوال الأئمة من المفسرين الذين يعتد بأقوالهم.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ونور بصائرنا، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

ـ[المقرئ]ــــــــ[13 Aug 2005, 12:27 ص]ـ

يا أخي: سليمان هداك الله:

أعجب من قولك (ليتك وفرت النصيحة لنفسك)

فما هكذا أمرت بمن أدى لك النصيحة أن ترد عليه هكذا فكل منا يحتاج إلى النصيحة والتعالي والتكبر ليس من شيم المؤمن وإن كنت من أهل القرآن فماهذه أخلاقهم مع من نصحهم

وقولك هداك الله: (لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك)

لست مقرئا وإنما تسميته تشبها بالإمام المقرئ المعروف وهو لقب فقط

وأما القضية فيحق لي أن أقول لك (رمتني بدائها وانسلت)

أظن أنك لم تقرأ ما كتبت وإنما رددت لما رأيت اسم (المقرئ)

فما تنادي به أنادي به أنا

فالخلاف يا فاضل بين أكابر أهل العلم إذا القضية محسومة من حيث أن الخلاف معتبر ولا يحق لأحد أن يتشنج على الآخر وإذا كنت بهذه النبرة فدونك الآيات المشكلة والخلاف الطويل الذي أصله إما لغوي أو فقهي أو أصولي إلى غير ذلك من أسباب الخلاف أعلن على رؤوس الأشهاد وقل الرأي ما أرى

وأنا أرد عليك بما كتبته سابقا:

لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه

أرجو أن تكون فهمت وأما كلامك فلن أعلق عليه وأرجو أن تتأمله بعد فترة من الهدوء لتجد أنك كررت كلام الأخ محمد قبلك

والله يتولاك

المقرئ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير