تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتوسع في إيرادها كثيرا كما سنرى فيما بعدكما أن تفسيره هذا خال من الحشو حتى الأحاديث فإنه غالبا يشير إلى معناها، كما في حديث الإسراء مثلا.لكن أهم ما يمتاز به هذا التفسير بشكل لافت للنظر،اهتمام ابن برجان فيه بالمناسبة بين السور والآيات واهتمامه بالمعاني الدقيقة فهو يشد القارئ في بعض الأحيان إلى معنى ربما يكون هذا المفسر هو الذي سبق إليه وتميز به فمثلا في سورة الإسراء عند الحديث عن بركة المسجد الأقصى قال: «ربما سميت تلك الأرض مقدسة لتجلي المبارك القدوس عزوجل فيها لموسى عليه السلام وتكليمه إياه فيما هنالك، قال عزوجل:"نودي أن بورك من في النار ومن حولها "وقال:"إنك بالواد المقدس طوى " فليس يبعد مع هذا أن يكون الله عزوجل ذكره أبقى بركة تجليه فيما هنالك إلى يوم القيامة».

وفي قصة موسى رد ما أورده المفسرون من سبب عقدة لسان موسى وإرجاعهم ذلك السبب إلى الجمرة قائلا: «والصحيح والله اعلم بما ينزل أنه كان رجلا عبرانيا في مجاورة القبط في جحورهم فكان ظاهر لسانه لغة القبط ثم تغرب إلى أرض مدين وجاور العرب فتعرب من أجل مدة سنين كان فيها هنالك قال عز وجل: «فلبتث سنين في أهل مدين» فكانت من أجل ذلك لكنة لسانه فلم يكن فصيحا في لسانهم كأخيه هارون عليها السلام».

وفي ثنايا هذا التفسير نجد الاهتمام بالأمثال والعبر فعند قوله تعالى: «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ» نجده يفصل في العبرة وأنواع الاعتبار ويستعمل مصطلحات:فصل، تنبيه، إما ليأتي بآية أو حديث يستدل به على ما سبق أو ينبه على فكرة دقيقة؛وأنظر إلى ذلك ف سورة الإسراء حيث قال فيه: «فصل:قرن جل جلاله بين ذكر الإسراء بعبده بذكر الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقى وذكر رسول الله ? اتصال الإسراء بالعروج إلى العلا ولم يصف بالإسراء إلا مابين المسجدين أراد بذلك والله اعلم لعد الليل في السماوات العلا فوصف بالإسراء مايسكن فيه الليل والنهار» وتأمل كيف اول قوله تعالى: «ولايزالون مختلفين إلامارحم ربك ولذلك خلقهم» قال: «مختلفين أي في التوحيد والنبوة فمنهم من كذب بها ومنهم من صدق بعضا إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم أي للرحمة والتوحيد والتصديق».هذه بعض معالم المنهج الذي سلكه ابن برجان في تفسيره وسنتعرف عليه أكثر عند وقوفنا على الأدوات التي وظفها في تفسيره وعلى القضايا التي تميز بها تفسيره عن غيره من التفاسير.

4 - بعض الأدوات والقضايا التي تميز تفسير الإمام ابن برجان:

أ-الاهتمام بتفسير القرآن بالقرآن:

يهتم ابن برجان بتفسير القرآن بالقرآن اهتماما واضحا فقد يأتي ليؤيد بها معنى محتمل من آية أخرى حيث قال في سورة الإسراء بعد الحديث هل كان الإسراء بعبده صلى الله عليه وسلم أم بروحه قال: «فصل، قال الله عز وجل: «ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى» فأخبر جل جلاله نصا غير محتمل أنها كانت منه رؤية بصر»

وأحيانا يقارن معاني الآيات ليقدم المعني الأوضح على الواضح قال: «قوله تعالى:" من كان يريد العاجلة " ففي هذه الآية والتي في سورة الشورى سواء، قوله: «من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه» الآية غير أن التي في هذه السورة أجلى و أبين، وجاءت آية سورة هود وفيه بعض الإشكال قوله:"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " وهي أخبار لا يجوز عليها النسخ، والتوفية في هذه الآية والله أعلم بما ينزل هو: أن يطعم بعمله ويسقى فيحس عليه الفوافي، ونعم السمع والبصر والحواس فتكون ذلك توفية لعمله،ويعطيه ربه من الدنيا ما شاء ولربما زاده على مراده ثم يحتسب له من ذلك فيما ذكرناه، دل على هذا التأويل قوله تعالى: «من يعمل سوء يجزيه»» فأنظر كيف سوى بين الآيتين في معنييهما وأشار على ورود الإشكال في الأخرى مبينا تأويل ذلك كله وقوى تأويله بآية أخرى،إن الإمام ابن برجان يكثر من إيراد الأدلة حول المعنى الذي يسوقه في بعض الأحيان حتى تظن أنه يحاول أن يقنع شخصا آخر حول مدلول النص القرآني، وفي بعض الأحيان يستعين بفهم الصحابة ويستدل له بآية أخرى كما في تفسيره "للرقيم " قال: «كثر الاختلاف فيه من علماء السلف رحمة الله عليهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير