تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما هو، فمن قائل يقول:الرقيم الكهف ومن قائل يقول: الرقيم القرية التي خرجوا منها حتى آووا إلى الكهف، قال ابن عباس:لا أدري أهو كتاب أم بيان وروي عنه انه هو الكتاب،وهذا أولى الوجوه إن شاء الله والله يقول الحق ويهدي السبيل قال رسول الله ?:اللهم حفظه الكتاب وعلمه التأويل، الرقيم هو المكتوب فيه الأعمال قال الله عز وجل: «إن كتب الأبرار لفي عليين وما أدرك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون» وقال: «إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم» وسمي بذلك الغار الذي ذكره رسول الله ?: الرقيم لحكمة جل ذكره الثلاثة نفر الذين آووا إليه بأعمالهم المكتوبة لهم فيها هنالك»

فابن برجان في هذه الآية استعان بتفسير الصحابة وتفسير القرآن بالقرآن لبين دلالة الرقيم ثم بين وجه تسمية الغار به.

اعتماد التفسير النبوي وأقوال الصحابة والتابعين:

يستعين الإمام ابن برجان بالتفسير النبوي للوقوف على مراد الله في كتابه ويتضح ذلك في عدة مواضع من تفسيره ولكن نقتصر على بعض الأمثلة، فعند قوله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر» الآيات قال: «قرأ النبي? الآيتين فقال:يدعي أحدهم فيعطي كتابه بيمينه

ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ فينظر إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم آتينا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول: ابشروا لكل رجل منكم مثل هذا ثم ذكر حال الكفار ... » وقد يستعمل عبارة أوضح مثل:"فكان ذلك ما فسره قوله عليه السلام ". ومن مميزاته التي يمتاز بها تدخله لتصحيح الأحاديث واعتبار ذلك في تفسيره كما عند قوله تعالى: «حصب جهنم أنتم له واردون» "روي عن جابر بن عبد الله أن النبي ? قال الورود الدخول حتى لا يبقى بر ولا فالجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم ثم ينجي الله الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا وروي نحو ذلك عن ابن عباس وروي عن ابن مسعود أن قال: وإن منكم إلا واردها يعني الصراط،وروي أنه قال يردونها ويصدرونها بأعمالهم وقال قتادة ورودها الممر عليها؛أما روي عن جابر عن النبي ?فإنه لو ثبت لكان الحجة البالغة، وطريق هذا العلم،ولا يصح العلم ولا يتحصل بطريق الآحاد كيف وقد ضعفت نقلة هذا الحديث،فانهم مجهولون،وللقائلين بمقتضى هذا الحديث ثمن ظاهر العموم قوله عز وجل: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ( ... ) أجمعين» ونظيرتها في سورة السجدة قوله تعالى: «ولنرى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم (000) أجمعين» فعم بذكر الجنة والناس و أما القائلون بان الورود هنا بمعنى المرور والجواز فلهم حجة التخصيص قال الله عز وجل لإبليس لما قال له: «فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين (000) أجمعين» وقال في موضع آخر: «اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءا موفورا» هذا النص من تفسير ابن برجان يستفاد منه عدة إفادات:فابن برجان استدل بالحديث النبوي واتبعه بأقوال الصحابة،ثم أقوال التابعين، وهو منهج السلف في التفسير،لكن رد الحديث بأنه غير ثابت، مردفا بان هذا العلم لا يتحصل بطريق الآحاد مخالفا الجمهور،وربما شعر بعدم اقتناع المحاور فأضاف بان رجال السند موصوفون بالضعف، لم يقتنع بعد، فأتى باحتمالين اللذين يستفاد من النص القرآني،مستدلا لهما بالقرآن مع أنه رجح القول الثاني متمسكا بالتخصيص تاركا العموم.

لقد وظف ابن برجان ثلاثة علوم لتفسير هذا النص:علم التفسير وعلم الحديث وعلم الأصول،مما يبين قيمة الرجل وعلو كعبه في العلم ويمكن أن نضيف إلى ذلك علم الفقه؛وإن كان تفسيره هذا يكاد يكون خاليا من الأحكام الفقهية، ففي حم داود وسليمان في الحرث قال: «وهذا ان صح الحكم فيه عن رسول الله بسند يقطع العذر فهو الحجة،وإنما الحديث المروي في ذلك عن النبي?غير ثابت،ولوكان ذلك كذلك فقد نسخه بقوله عليه السلام: «من استهلك شيئا فعليه قيمته» فهذا هو الحكم الحق وهو الذي صحبه العمل،وه والذي ألهمه سليما عليه السلام والله أعلم» والشيء الجديد الذي جاء به في هذا النص هو توظيفه لعلم الناسخ والمنسوخ مع مصطلح "صحبه العمل "وهو أصل من أصول مذهب مالك،وهو السائد في الأندلس في وقته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير