تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد مر معنا كيف يولي الأمام ابن برجان الأهمية لتفسير القرآن بالقرآن، وللتفسير النبوي مع إيراد أقوال الصحابة والتابعين.

الاهتمام القراءات:

يلاحظ أن ابن برجان يهتم بالقراءات بل إنه من أهل المعرفة بالقراءات كما سبق وذكره ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء،وطبيعي أن يوظف هذا الإمام علومه ومعارفه في التفسير خاصة تلك العلوم التي لها علاقة وطيدة بالتفسير والقراءات،فلا غرابة إذن أن نجد ذكرا لقراءات الصحابة والتابعين:كابن عباس وابن مسعود ومجاهد وعكرمة والشعبي وغيرهم،والقراء السبع وغير السبع،لكن اهتمامه بقراء الصحابة والتابعين اكثر وضوحا كما في الأمثلة التالية:

- قال تعالى: «وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ» قال ابن برجان: «قرأها ابن كثير في الكتب على الجمع» وفي لتفسدن قال:قرأها ابن عباس لتفسدن بتاء مضمومة وفتح السين،وفي قوله: «يخرج له كتابا منشورا» قال:قرأها مجاهد والحسن ويعقوي ويخرج بفتح الياء» وفي قوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ» قال قرأها أبو حيوة ووصى وكذلك ابن عباس قال كانت ووصى فارتقت الواو الثانية فقرؤوها وقضى،وابن مسعود قراها كذلك ووصى.

-وفي قوله تعالى «وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ» قال: «قرأها ابن عباس وقتادة وعكرمة وابن محيصن والشعبي فرقناه بالتشديد أي فرقنا تنزيله قال: من خفف معناه بيناه وفي قراءة أبي وابن مسعود فرقناه لتقرأه على الناس قال:فإن كان فيه عليك فهو بالتشديد،ثم جمع بين القراءتين فقال:والجمع بينها وبين قراءة التخفيف أن إنزاله إلى بيت العزة جملة فيما فيه من القراءة ثم فرق إنزاله بعد على نجومه ومنازله ليقراه على الناس على مكث» وهكذا حمل قراءة التشديد على التنزل الأول وقراءة على التخفيف على التنزل الثاني وهكذا يجمع الإمام ابن برجان بين القراءات ويوظفها ليستدل بها على المعاني، كما يأتي بالقراءات الشاذة كما في قوله تعالى: «أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى» قال:قرأطلحة:أيا من تدعون كأنه قال:من دعوت بهذين الاسمين فهو الله جل ذكره» وأتى:بقراءة ابن عباس وأبي، «واما الغلام فكان كافرا وكان ابواه مومنين» قال ابن برجان:قرأ الخدري وأما الغلام فكان فاجرا وكان أبواه مومنبن» إن المتأمل في تفسير ابن برجان يجد أنه يعتمد على قراءة الصحابة والتابعين فلا تجد عنده ذكر للقراء السبع وغيرهم إلا قليلا.

قضايا في تفسير الإمام ابن برجان:

إن أم القضايا التي اشتغل عليه الإمام ابن برجان في تفسيره هذا هو الاهتمام بالمناسبة بين السور والآيات.

- المناسبة بين السور:

لم يبين الإمام ابن برجان المناسبة بين جميع السور بل أشار إليها في بعض السور فقط ومن السور التي ذكر مناسبتها لما سبق ففي سورة النحل قال: «أول هذه السورة منظم بالسورة التي تقدمت في أنهما معا للتذكار و الذكر وخص جل هذه أي التذكير بالنعم على أن قال:ولما انقسم الإعلام باسم اليقين في أخذ الحي إلى الموت وإلى ما هو وعد الله بالنصر والتأييد وإظهار الدين وكل ذلك يشمله اسم الأمر قال جل وعز في مفتتح هذه «أتى أمر الله فلا تستعجلوه» فأنت ترى الإمام ابن برجان يبين المناسبة بين السورتين من حيث موضوعها ومن حيث نهاية هذه السورة ببداية التي بعدها وقد يقتصر على بيان المناسبة بين بداية ونهاية السورتين فقط كما فعل في سورة الإسراء قال: «انتظم اول هذه السورة بمعنى آخر سورة النحل من ذكر إبراهيم وذكر أصحاب السبت وذكر نبوة محمد ? وأمره إياه بأن يدعوا إلى سبيل ربه عز وجل يمدح نفسه بعد وإتيانه موسى الكتاب وجعله هدى لبني إسرائيل ثم قال:لا تتخذوا من دوني وكيلا من معنى التوحيد وخالص التعبد الذي حاله التوكل ثم قال:ذرية ممن حملنا مع نوح ذكر بسننه القديمة إذ لم يجعله من الهالكين بالكفر وعرض باقتضاء الشكر بقوله: إنه كان عبدا شكورا».

فهو لم يكتف ببيان المناسبة بين نهاية وبداية السورتين فأضاف بعض الأغراض التي جاءت سورة الإسراء بها ولم يأتي هذا الكلام إلا بعد أن أتم الغرض الأول الذي جاءت به السورة وهو المدح بالإسراء بالعبد.

- المناسبة بين الآيات:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير