تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القرآن والكون كتابان متضافران، وآيات القرآن أرشدت الى آيات الأكوان، فهي آيات ترشد الى آيات، مثل فاتحة الجاثية، فيها آيات ترشد الى آيات، فمثلاً في سورة الجاثية (حم، تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين)، بدأ بالكتاب ثم انتقل للكتاب، أي كتاب؟ الكتاب المنظور أي الكون، وسمّاه آيات، ثم (وفي خلقكم وما يبث فيها من دابة آيات لقوم يوقنون، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون، تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون، ويل لكل أفّاك أثيم، يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يُصرُّ مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم، وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين، من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم، هذا هدى والذين كفروا بأيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم، الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون، وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) هل تلاحظون دمج الآيات دمجاً بلا فك ارتباط، وكل آية آيات، آيات القرآن وآيات الكون، ولذلك (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).

قال صاحب كتاب «نظرات في القرآن» القرآن جعل النظر في الكون مصدراً من مصادر الإيمان، وأعطى النظر حرية واسعة في البحث والنظر والتأمل ... [حسن البنا. نظرات في القرآن، جمع أحمد عيسى عاشور، القاهرة، دار الاعتصام 1399 هـ / 1979 م، ص 27.

]

6 ـ القرآن قائم على التناسق:

إذ التناسق أحد دلائل الربانية أخذاً من قوله تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)، والتناسق ألوان وفنون، هذا العنوان فقط يريد كتابين الى ثلاثة، فالتناسق كما قلنا لا يقل عن عشرين لوناً من الألوان وعشرين فناً من الفنون، تأخذ بعضها برقاب بعض، خذوا ما قاله سيد قطب (التناسق بين المعنى المراد التعبير عنه واللفظ المؤدي لهذا المعنى) أنا إن أردت أن أوصل معنى فإنني أعبر بلفظ يوصل هذا المعنى (وإن منكم لمن ليبطئن) الكلمة مربوطة، وكذلك (اثّاقلتم الى الأرض) (ويسكن الريّح فيظللن)، فهذا أسميناه تناسقاً بين المعنى المُراد واللفظ المؤدي لهذا المعنى، خذوا مثلاً هذا اللون والذي نسميه التناسق في الإيقاع الموسيقي وهذا اللون هو موضوع كتاب قائم بذاته، وهناك كتب عديدة، منها «الإعجاز الموسيقي في القرآن» للدكتور رمضان عبد التواب، (ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) كلّها حروف مد، فكل الكلمات كان بها مد حتى تتناسق، (طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى ... ) (والضحى، والليل إذا سجى، ما ودّعك ربك وما قلى) (كهيعص، ذكر رحمة ربك عبده زكريا، إذ نادى ربه نداءً خفياً قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً) ... الخ، كلها إيقاع رخي ندي، (طسم، تلك آيات الكتاب المبين، لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين، إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين)، (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث) هنا اختلف الجرس لماذا؟ لأن طبيعة الكلام اختلفت، الأول كله امتنان، فالآيات السابقة كلها نِعَمْ وهذه الآية أوامر، فأصبح لدينا الآن ......... [سقط من المقال بقية الكلام عن هذا العنصر]

7 ـ القرآن دعوة مفتوحة للتدبر وليس عدو القرآن إعمال الفكر:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير