تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

" والعالمين جمع العالم وهو كل موجود سوى الله تعالى قال قتادة وقيل أهل كل زمان عالم قاله الحسين بن الفضل وقال ابن عباس العالمون الجن والإنس وقال الفراء وأبو عبيد العالم عبارة عمن يعقل وهم أربعة أمم الإنس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم عالم لأن هذا الجمع إنما هو جمع ما يعقل حكى هذه الأقوال القرطبي في تفسيره وذكر أدلتها وقال إن القول الأول أصح هذه الأقوال لأنه شامل لكل مخلوق وموجود دليله قوله تعالى قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما وهو مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدل على موجده كذا قال الزجاج وقال العالم كل ما خلقه الله في الدنيا والآخرة انتهى وعلى هذا يكون جمعه على هذه الصيغة المختصة بالعقلاء تغليبا للعقلاء على غيرهم وقال في الكشاف ساغ ذلك لمعنى الوصفية فيه وهي الدلالة على معنى العلم ".

9. أيهما أبلغ: ملك، أم مالك؟!:

قال رحمه الله في فتح القدير ج1/ص22، عند شرحه لقوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ):

" (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ): قرئ ملك ومالك وملك بسكون اللام وملك بصيغة الفعل وقد اختلف العلماء أيما أبلغ ملك أو مالك فقيل إن ملك أعم وأبلغ من مالك إذ كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك قاله أبو عبيد والمبرد ورجحه الزمخشري وقيل مالك أبلغ لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم وقال أبو حاتم إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من ملك وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك لأن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا واختار هذا القاضي أبو بكر بن العربي والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها والملك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور والملك أقوى من المالك في بعض الأمور والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله ".

10. الإضافة للظرف:

قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في الموضع السابق:

" ويوم الدين يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده كما قال وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله وهذه الإضافة إلى الظرف على طريق الاتساع كقولهم يا سارق الليلة أهل الدار ويوم الدين وإن كان متأخرا فقد يضاف اسم الفاعل وما في معناه إلى المستقبل كقولك هذا ضارب زيدا غدا ".

11. فائدة في دلالة الحروف التي تلحق الضمير المنفصل " إيّا ":

قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في شرحه لقوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ):

" ... والضمير المنفصل هو (إيا) وما يلحقه من الكاف والهاء والياء هي حروف لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور ".

12. فائدة تقديم الضمير المنفصل " إيّا " على الفعل:

قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في شرحه للموضع السابق:

" ... والضمير المنفصل هو إيا وما يلحقه من الكاف والهاء والياء هي حروف لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور وتقديمه على الفعل لقصد الإختصاص وقيل للإهتمام والصواب أنه لهما ولا تزاحم بين المقتضيات والمعنى نخصك بالعبادة ونخصك بالإستعانة لا نعبد غيرك ولا نستعينه ".

13. فائدة العدول عن خطاب الغيبة إلى الإلتفات:

قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22 – 23، في شرحه للموضع السابق:

" وعدل عن الغيبة إلى الخطاب لقصد الإلتفات لأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى آخر كان أحسن تطرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا له كما تقرر في علم المعاني والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العباد وقيل إن المقام لما كان عظيما لم يستقل به الواحد استقصارا لنفسه واستصغارا لها فالمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس ".

14. فائدة في تقديم العبادة على الاستعانة:

قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23 في شرحه للموضع السابق:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير