تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعند تفسيره لقوله تعالى: ? وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ. فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ? (التوبة الآية 75: 76) ذكر قصة ثعلبة ابن حاطب ([5]) التي ذكرها كثير من المفسرين في سبب نزول هذه الآيات، ومعلوم عند المحققين من أهل العلم أنها قصة ضعيفة باطله تقدم في احد الصحابة الأخيار. ([6])

وعند تفسيره لقول الله U في سورة يوسف: ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? (يوسف:24) ذكر أثراً عن السدي فيه نسبة ما لا يليق إلى يوسف عليه السلام، ولم يعلق عليه بشيء.

فهذه بعض الأمثلة التي تدل علي عدم تحريه فيما ينقل من كتب التفسير التي قد يعذر أصحابها بذكرهم أسانيدها، ولكن لا يعذر الناقل لها من غير تمحيص.

4 - مما يلاحظه القارىء لهذا التفسير أنه غير مرتبط بالواقع الذى يعيشه المؤلف في هذا العصر، فهو لا يربط الآيات بالواقع ولا يستفيد من الآيات في حل مشاكل العصر؛ وإنما ينقل أقوال الأقدمين ويكتفي بذلك من غير أى ربط لها بواقع الأمة المعاصر.

هذه بعض الملحوظات التي تلفت الانتباه عند قراءة هذا الكتاب وغيرها كثير.

وحقيقة أن الكتاب - في نظري – لم يأت فيه مؤلفه بجديد إلا أنه أضاف إلي المكتبات أربع مجلدات يمكن أن يستغنى عنها بغيرها من كتب التفسير المفيدة.

وعندما أقول ذلك فإني أعني أنه لا ينبغي لكل من جمع بعض أقوال أهل العلم وأتعب نفسه فيها أن ينشرها للناس إلا إذا كانت تستحق النشر، وتفيد الأمة عموماً؛ وطلبة العلم ومحبيه خصوصاً.

أما أن ينشر كل أحد ما يجمعه؛ فهذا مما يشغل الناس وطلبة العلم عن أصولهم ومراجعهم الأصلية التي ينبغي الاهتمام بها، والاشتغال بقراءتها.

وكتب الشيخ الدكتور سعود الفنيسان هذا التعليق على ما توصلت إليه: (حكم قاس ومجانب للصواب. أليس الاختيار والاختصار جزءً من التأليف؟ ... ([7]) ثم إن هذا ليس من أدب طالب العلم مع من هو أعلم منه.

ثم إذا كان لا يستحق أن يقرأ فيه؛ فكيف وضعت فيه هذه المميزات الحسنة؟ إنه التناقض!!)


([1]) هذة الترجمة مأخوذة من مقدمة كتابه المجموعة الجليلة حيث ترجم له الشيخ عبد المحسن بن عثمان أبابطين ومن كتاب آثار الحنابلة في علوم القران للشيخ سعود الفنسان ص188. وقد ترجم له محقق الكتاب عبدالعزيز الزير آل أحمد ترجمة موسعة في الطبعة الجديدة للكتاب التي صدرت عن دار العاصمة.

([2]) انظر مقدمة تفسيره (1/ 9).

([3]) للتوسع في معرفة هذة الاوجة ومدى الحاجة إلى التفسير في كل وجهاً منها انظر مقدمة تفسير الطبري رحمه الله (1/ 73 وما بعدها) بحقيق احمد شاكر.

([4]) نقل عن الشيخ ابن سعدى في كثير من المواضع وصرح باسمه في بعضها وأنظر مثلا (1/ 177)، (1/ 248) وكذلك نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في (1/ 255) وغيره من المواضع.

([5]) انظر الكتاب (2/ 200) وذكر أن اسم الصحابى ثعلبة بن أبى حاطب وهو مذكور في كتب التفسير الأخرى وأسباب النزول بدون أبى وإنما ثعلبة بن حاطب

([6]) انظر تضعيف قصة هذا الصحابى، وبيان عدم صحة كونها سبباً لنزول هذه الآيات في تعليق أحمد شاكر علي الطبري (14/ 373).

([7]) هنا عبارة لم تتضح لي.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[19 Jul 2005, 06:37 م]ـ
أخي الكريم أبا مجاهد
جزاك الله خيراً على ما كتبت, فقد سعدت كثيراً بهذه الإفادة عن هذا الكتاب الذي ما فارقني اسمه منذ سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير يذكره بما يذكر, وقد استغربت ثناء الشيخ الخضير على هذا التفسير مع تواريه عن أيدي وأسماع المختصين - فيما أعلم -, ولكني كنت أطمئن نفسي ثقةً في سعة اطلاع الشيخ وتنوع معارفه.

ومهما كان رأيك الذي انتهيت إليه فهو خيرٌ إلى خير, وهذا التنوع في الأنظار أمرٌ محمود, وظاهرةٌ صحية مطلوبة, وكم كنت أتمنى لو كان لدي هذا الكتاب لأشاركك فيه رأياً, موافقاً أو مخالفاً, لايهم, مادامت الغاية واحدة وهي: معرفة الأمر كما هو عليه في الواقع. وهذا هو مفهوم العلم عند أهل السنة والجماعة.

ويبدو لي أبا مجاهد - من خلال ملاحظاتك- أن الصنعة التفسيرية ضعيفة في هذا التفسير, وإن كان مفيداً في جانب آخر وهو: انتفاع العامة به, وسهولة عبارته وقربها من أفهام عامة الناس. وهذه الميزة هي عينها جانب المدح والإطراء الذي ذكره الشيخ الخضير وفقه الله عن هذا التفسير, ومن ثم فلا اختلاف في الرأي بين ما توصلت أنت إليه, وما رآه الشيخ الخضير.

أما رأي الشيخ الفنيسان وفقه الله في نتيجة بحثك فهو رأي, وقد يُقال عنه أنه قاسٍ أيضاً, لكنه مقبول جداً خاصة في مرحلة الماجستير!! - فكم لقينا؟ - خاصةً إذا تذكرت عناية الشيخ بكتب الحنابلة في التفسير, وهذا التفسير من تفاسير الحنابلة كما لا يخفى.

ولو لطفت عبارتك شيئاً يسيراً أبا مجاهد لوفرت على الشيخ نصف تعليقه على بحثك, ولكنها فورة الشباب, وأيام الإقبال في عصر الماجستير, ولو أنك أعدت كتابة بحثك هذا الآن لغيرت شيئاً أو أشياء, وكم لله من حكمة في ذلك.

وفقك الله أبا مجاهد, وإلى مزيد من قديم بحوثك - ولو بدون تشذييب-.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير