تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد ذكر هذا مسلم في المنفردات والوحدان برقم (56) فقال: الحارث بن الحارث الأشعري. لم يرو عنه إلا أبو سلام الحبشي وأبو سلام جد زيد ومعاوية ابني سلام بن أبي سلام واسم أبي سلام ممطور. اهـ.

وذكر أبو نعيم في المعرفة رقم (664) أنه يكنى أبا مالك، وذكر في الرواة عنه جماعة ممن يروي عن أبي مالك الأشعري، ومما أوقع أبا نعيم في الجمع بينهما: أن مسلمًا وغيره أخرجوا لأبي مالك الأشعري حديث: ((الطهور شطر الإيمان)): من رواية أبي سلام عنه بإسناد حديث: ((أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات)) سواء بسواء.

وممن وهم فيه النووي في ((الأذكار)) عند ذكر حديث أبي مالك الأشعري: ((الطهور شطر الإيمان) فقال: اسمه الحارث بن عاصم وهذا وهم. انظر الإصابة (2: 195).

قلت: راجعت ((الأذكار)) فلم أجد قوله هذا، وإنما وقفت عليه في رياض الصالحين (ص34/ برقم 25) إذ قال: ((وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ... (فذكر الحديث).

وذكر ابن الأثير في أسد الغابة (1: 383ـ 384): أن بعض العلماء ذكر أن الحارث بن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك، وأكثر ما يرد غير مكنى. ثم بين أنه فرق بينهما كثير من العلماء منهم: أبو حاتم الرازي وابن معين وغيرهما. قال: وأما أبو مالك فهو كعب بن عاصم على اختلاف فيه. اهـ.

قال ابن حجر في التهذيب (2: 119) ترجمة الحارث بن الحارث: وقد أخرج أبو القاسم الطبراني هذا الحديث بعينه بهذا الإسناد في ترجمة الحارث بن الحارث الأشعري في الأسماء، فإما أن يكون الحارث بن الحارث يكنى أيضا أبا مالك، وإما أن يكونا واحدًا والأول أظهر؛ فإن أبا مالك متقدم الوفاة. اهـ.

وقال في ترجمة أبي مالك الأشعري (12: 239): ((أبو مالك الأشعري له صحبة، قيل: اسمه الحارث بن الحارث، وقيل: عبيد الله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم)).اهـ.

قال ابن حجر في التهذيب (12: 239): والفصل بينهما في غاية الاشكال حتى قال أبو أحمد الحاكم في ترجمته أبو مالك الأشعري أمره مشتبه جدا)). اهـ.

قلت: يحسن هنا أن تنظر تفصيل الخطيب في الموضح (2: 375 ـ 376) في حال كعب بن عاصم. وقد حصل في تسميته وهم لبعض الشراح بسبب هذا الخلاف.

أما وفاته، فقال شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم: طُعن معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، وأبو مالك الأشعري في يوم واحد.

وقال ابن سعد، وخليفة: توفي في خلافة عمر. انظر تاريخ دمشق (67: 198) والتهذيب (12: 239).

وهذا كاف في التفريق وبيان أن صاحب الحديث متقدم الوفاة.

ولقد أحسن العلائي في جامع التحصيل (ص137 ـ 138) في التفريق إذ قال: ((رجح بعضهم قول الدارقطني: بأن أبا مالك الأشعري توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقد قالوا في رواية أبي سلام عن علي وحذيفة وأبي ذر أنها مرسلة، فروايته عن أبي مالك أولى بالإرسال، وقد وقع في كتابي الترمذي والنسائي (؟ ‍! (من طريق أبي سلام هذا، قال: حدثني الحارث الأشعري فذكر حديث: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات" ... الحديث. وأخرجه ابن حبان في صحيحه هكذا بلفظ حدثنا ثم قال عقبة: الحارث الأشعري هذا هو أبو مالك الحارث بن مالك الأشعري. فعلى هذا لا تكون رواية أبي سلام، عن أبي مالك مرسلة، ولكن في هذا نظر، فقد خالف ابن حبان جماعة منهم: ابن عبد البر وغيره، فقالوا: الحارث هذا في حديث يحيى بن زكريا (عليهما السلام)، هو الحارث بن الحارث الأشعري، وهو غير أبي مالك متأخر عنه، وقد اختلف في اسم أبي مالك هذا، فقيل: كعب، وقيل: عبيد، وقيل: عمرو، وقيل: الحارث. واختلف في اسم أبيه، فقيل: مالك، وقيل: عاصم. والله أعلم)). اهـ.

وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص212 ـ213): خرج هذا الحديث النسائي وابن ماجه: من رواية معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك. فزاد في إسناده عبدالرحمن بن غنم، ورجَّح هذه الرواية بعض الحفاظ، وقال: معاوية بن سلام أعلم بحديث أخيه زيد من يحيى بن أبي كثير، ويقول ذلك: أنه قد روي عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك من وجه آخر، وحينئذ فتكون رواية منقطعة، وفي حديث معاوية بعض المخالفة لحديث يحيى بن أبي كثير، فإن لفظ حديثه عند ابن ماجه: "إسباغ الوضوء شطر الإيمان،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير