* .. بورود أكثر شذى .. بآفاق لم أرها من قبل .. بتجرية لا تشبه التجارب.
يصف الشاعر حلمه بقوله: (يا حلمي المر العذب؛ فما نكهة الأحلام لديك؟:
لها ألف نكهة ونكهة ونكهة!. ما الذي تفعله لحظة أن يغتال حلمك؟:
من طبيعة الأحلام أنها غير قابلة للاغتيال؛ ولهذا يقف أعظم الطغاة والجلادين أمام الأحلام يائسين!.
أحلام طفولتك ماذا تحقق منها؟:
كان لي في طفولتي ألف حلم لم أعد أذكر معظمها، وتَحقَّق حلم واحد كبير: أن أستطيع أن أقرأ وأكتب.
حلم ما زال يداعب مخيلتك؟:
أن أصبح إنساناً أفضل، بعاطفة أرق، وبقلب أكثر تسامياً، بعقل أكثر انفتاحاً.
لو عدتَ صغيراً: ترى هل ستحلم بأحلامك نفسها؟:
أرجعيني إلى الطفولة وسوف أخبرك .. أليس هذا حلماً جميلاً؟!.
أهمية الأحلام أين تكمن؟:
تكمن في أنها لصيقة بالحياة ما دامت هناك أحلام فهناك حياة، وعندما تلفظ الأحلام أنفاسها الأخيرة تتبعها الحياة.
بأي الألوان ترسم لوحة أحلامك؟:
بألوان قوس قزح، وبألوان الظلام الدامس، وبألوان الفجر المشرق .. أعني بكل لون يمكن أن نحلم بوجوده.
متى تتخلى عن حلمك؟:
لا يمكن أن أتخلى عن حلمي .. هذا التوأم يرفض الانفصال!.
لماذا يستبيح الآخرون أحلامنا؟:
قد يحاولون .. ولكنهم لا ينجحون .. ولن ينجحوا.
لماذا نجتهد أحياناً في تفسير أحلام مناماتنا؟:
التفسير في أعمق أعماقنا لا في مفسري القنوات الفضائية .. جعل الله أحلامنا خفيفة على أجفانهم) (13).
قال أبوعبدالرحمن: هذه أخبار بأمانٍ مثالية كريمة، وبأمانٍ جماليَّة، ولكن ليس هذا هو الحُلْم الإبداعي .. الحلم الإبداعي مثل قصة (الحيَّة من الحياة) لما كان أبوعبدالرحمن يعاني أموراً مؤلمة أشدُّها سقوطُ أسنانه حتى كان يسيل كل ما يتناوله بشدقيه، وتخرج حروف الهجاء من مخرج واحد، ويتحاشى ما أمكن الأكل مع الكبراء؛ لأن الشفة السُّفْلى تُجاور أرنبة أنفه، ولحيته تجاور أهداب عينيه؛ فابتدع وقائع خيالية، وجعل بطل القصة الربيع بن خريف القناعَ الذي تقمَّص شخصيته؛ فكانت تلك الأمانيُّ الخياليةُ (وأكْثَرُها همومٌ تساوره دائماً)، ولكنه لم يسرد ما يحلم به؛ وإنما جعل عناصر الحلم أمشاجاً لبناء وقائع إبداعية صنعها الخيال المُضْنَى .. والحلم الإبداعي يظهر على صورٍ، ولكن أفضلها ما كان أسطورةً يتصورها العقل، ولا يقوى على احتمالها واقعاً .. ألا ترى أن (السندباد) شخصيتان (السندباد الحمَّال الفقير) و (السندباد البحري) ذو الأساطير العجائبية السبع التي يقصها بعد كل مغامرة بَحْرية على السندباد الحمَّال الفقير، وكلُّ رحلة يأتي فيها سندباد البحر بما لا يُصدِّقه عقلٌ من الثراء الفاحش بالبضائع والأموال؛ فترك السندباد الحمال المسكين وظيفته، واستغنى عنها بمنادمة السندباد البحري يتلهَّف إلى أخبار كل رحلة، ولم ينل من نديمه مالاً ولا زاداً ولا كساءً ولا سكناً ولا مركباً .. إن البطل واحد هو السندباد الحمال الشخصية الأصلية، والسندباد البحري هو الصورة والقِناع!! .. فإن سألتَ عن البرهان قلتُ: ليس عند سندباد البحر غير أساطير يتخيَّلها ويعيشها، وهو نفسه السندباد الحمَّال الذي استغنى بلذة الاستماع لأماني الخيال عن وظيفته التي هي مصدر رزقه، فتعانق الأصل والصورة على الإفلاس إلا من الأحلام!! .. وحالة سندباد البحر قبل الثراء بأحلام الخيال هي نفسها واقع السندباد الحمال، كما أن مآلهما واحد؛ فكلاهما غنيٌّ بأحلام الأساطير ابتداعاً واستماعاً .. والفرق بين (السندباد) و (الحية من الحياة) أن بطل الأخيرة واحد هو (الربيع بن خريف) المتحدث باسم كاتب النص، وكاتب السندباد جعل قناعه شخصيَّتين يكمِّل بعضهما بعضاً، وكلاهما متحدث باسم كاتب النص؛ فسندباد البحر يعيش إفلاسه بأمانيَّ اخترعها خياله، والسندباد الحمَّال يعيش إفلاسه في تلذُّذه بسماع ما لم يرفع له رأساً من الأماني الخيالية؛ فكان ذلك العِوَض عن وظيفته التي هي مصدر رزقه.
¥