تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الراهب ولكنهم يعرفون النصرانية على حقيقتها وما فيها ويبحثون عن الحق بدون استكبار، مع أن القسيس والراهب وظيفته أن يدافع عما يعتقده ولكنهم يبحثون عن الحق ((وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ))، و ((يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ)) فهذا الكلام يدل على بواطنهم وأهدافهم ولعلهم الذين مشوا على هدي الحواريين الذين قالوا نحن أنصار الله وصدقوا في ذلك والله أعلم قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (53ـ 52) سورة آل عمران.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (14) سورة الصف.

فيدخل في ذلك من آمن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب دخولاً أولياً والله أعلم.

وأخيراً ينبغي أن نفرق بين الموقف العقائدي والتعامل الأخلاقي الإسلامي، فنحن في مواقفنا العقائدي لا نحارب من سالمنا فلهم دينهم ولنا ديننا، بل عقيدتنا تفرض علينا تعاملاً أخلاقيا رفيعاً من باب الرحمة بخلق الله لا من باب الميل لعقيدتهم،تماماً كما تعلمنا من نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يعامل الطفل اليهودي بالرحمة وغير ذلك من الأمثلة في سيرته صلى الله عليه وسلم.

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Nov 2005, 04:46 ص]ـ

يا صاحب " الفهم الجديد "

لقد كان لك فيما ذكره الأئمة أصحاب ذلك العلم بالتفسير و أصوله و أدواته -عصمة لك من ذلك " الفهم " " الجديد " لتلك اللفظ" النصارى " التي أتيت في مدلولها بالغريب بل بالمريب،

قال الإمام القرطبي رحمه الله:

" لا يقبل الاحتجاج و لا الاستدلال إلا بالرجوع إلى التفاسير التي كتبها الأئمة الأعلام و الثقات المشاهير من علماء الإسلام ".

هذا من ناحية،

و من ناحية أخري:

هذه الآية نزلت في شأن أناس معينين من النصارى: أمنوا بمحمد - صلى الله عليه و سلم-

نبيا و رسولا، و بالله تعالى ربا، و بالقرآن الكريم وحيا و كتابا، و ذلك في حياته عليه الصلاة و السلام،

فلفظ " النصارى " الذين نزلت فيهم تلك الآية الكريمة خاص بأناس بعينهم - أمنوا بالإسلام فعلا - و ليس عاما في " النصارى "،

أو هو " عام أريد به الخصوص "، على اصطلاح علماء أصول الفقه،

و يلحق بحكمهم - من حيث الثناء الشرعي - من آمن من أهل الكتاب مثلهم، ممن حذا حذوهم،

و هذا لا يعني الثناء على أي من طوائفهم - أيا كانت و أيا كانوا - قبل إسلامهم، ما داموا على كفرهم،

* و لذا فقد أخطأتم خطأ عظيما في قولكم:

((النتيجة:

من نسميهم (نصارى) هم عدة أصناف:

1 - صنف .....

2 - صنف .........

3 - طوائف قليلة متفرقة من عقلاء النصارى الموحدين الرافضين القبول بشركيات التثليث وغالب علمائهم (في الطبيعيات) كذلك.)).

- فالخطأ هو وصفكم لهؤلاء " النصارى " - قبل اعتناقهم الإسلام - ب " الموحدين "؟؟؟

- و خطأ مثله قولكم:

((هنا وجه الإعجاز في الآية الكريمة: الأقرب مودة لنا هم الذين قالوا إنا نصارى.)).

((فكلما كان (النصراني) قريباً من التوحيد، كان أقرب إلى الإسلام ... والعكس)).

((فمن صفات أولئك في القرآن الكريم تجدهم قريبين جداً من الإسلام وخاصة عقيدة التوحيد) لا الشرك .. ).)).

*********************************************

أما الطامة الكبرى: فهي قولك أو نقلك معتقدهم على سبيل الاحتجاج و الاستدلال، و هو ما سميته، أنت " مقدمة " من " مقدمتين بنيت عليهما " نتيجتك " تلك،فقد قلت:

((المقدمة الثانية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير