تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اختلف النصارى واضطربوا في تحديد معنى التثليث اضطراباً شديداً، والقرآن الكريم يحارب الشرك الذي يمثله التثليث بشتى أشكاله. فقد صرح القرآن الكريم بكفر من يعتقد تأليه المسيح في أكثر من آية، كقوله تعالى: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " [المائدة: 17]، وقال تعالى: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [المائدة: 73]، وقال تعالى: " .. وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ، اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " [التوبة: 31].

وبهذا يدخل المسيحيون فيهم.

ومن مميزات أسلوب الخطاب الدعوي للقرآن الكريم، أنه يذكر الخطأ المنطقي والعقدي والتشريعي ... بغض النظر عن قائله.

فالمهم هو القول لا قائله. [3]

أي: لو قال القرآن: يا كاثوليك أنتم مخطئون لاعتقاد كذا، ويا أرثذوكس قولكم كذا مغلوط .... سيقول البروتستانت أو السريان أو الموارنة أو الأقباط .... نحن غير مخاطبون، والقرآن لا يديننا.

بل سيجادل حتى الكاثوليك والأرثذوكس (كعادتهم) في أننا لم نقصد كذا ولكننا قصدنا كذا ... فنُدخِل القرآن المجيد في مهاترات مع أولئك القوم وجدل بيزنطي لا طائل من ورائه ..

لكن القرآن الكريم أجلّ وأسمى من كل مهاتراتهم .. لذا ترك للدعاة الجدل والمناقشة في الفروع، بينما حدد القرآن الكريم الأصول العامة لموضوعات حوارهم.

وفي الآيات الكريمة ملحظ دقيق وهو: إن النصارى وإن كانوا أقرب مودة من غيرهم .. إلا أنهم في النتيجة: كفار ..

وإن قالوا بأنهم مسيحيين لكن الأصل في مناداتهم (نصارى) .. حتى لو كان ذاك يغيظهم [وخاصة في منتديات الحوار] فالنص الشرعي أولى بالاتباع.

اقتباس


ولعلهم الذين مشوا على هدي الحواريين الذين قالوا نحن أنصار الله وصدقوا في ذلك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير