تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي سنة 1971 م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية , ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة , ومجالات جاذبية عالية الشدة , وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها , وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود

( Black Holes),

وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة , ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية (299792,458 كم / ث) وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها الي دخان السدم دون ان يستطيع العلماء حتي هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك.

كيف تتكون الثقوب السود؟

تعتبر الثقوب السود كما ذكرنا من قبل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم , ولكي نفهم كيفية تكونها لابد لنا من معرفة المراحل السابقة في حياة تلك النجوم.

والنجوم هي أجرام سماوية غازية التركيب في غالبيتها , شديدة الحرارة , ملتهبة , مضيئة بذاتها , يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين الذي يكون أكثر من 74% من مادة الكون المنظور , والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم الاندماج النووي

( Nuclear Fusion)

مطلقة الطاقة الهائلة ومكونة عناصر أعلي في وزنها الذري من الأيدورجين (أخف العناصر المعروفة لنا علي الإطلاق وأبسطها من ناحية البناء الذري ولذلك يوضع في الخانة رقم واحد في الجدول الدوري للعناصر التي يعرف منها اليوم 105 عنصرا) و والنجوم تتخلق ابتداء من الغبار (الدخان) الكوني الذي يكون السدم , وينتشر في فسحة السماء ليملأها وتتكون النجوم في داخل السدم بفعل دوامات عاتية تؤدي الي تجاذب المادة تثاقليا وتكثفها علي ذاتها حتي تتجمع الكتلة اللازمة لتخليق النجم , وتبدأ عملية الاندماج النووي فيه , وتنطلق منه الطاقة وينبعث الضوء , وبعد الميلاد تمر النجوم بمراحل متتابعة من الطفولة فالشباب فالشيخوخة والهرم علي هيئة ثقب أسود يعتقد ان مصيره النهائي هو الانفجار والتحول الي الدخان مرة أخري , وإن كنا لا ندري حتي هذه اللحظة كيفية حدوث ذلك , ومن المراحل المعروفة لنا في دورة حياة النجوم ما يعرف باسم نجوم النسق العادي

( Main Sequence Stars)

والعمالقة الحمر

( Red Giants),

والأقزام البيض

( White Dwarfs),

والأقزام السود

( Black Dwarfs)

والنجوم النيوترونية

( Neutron Stars),

والثقوب السود

( Black Holes)

فعندما تبدأ كمية الإيدروجين بداخل النجم في التناقص نتيجة لعملية الاندماج النووي , وتبدأ كمية الهيليوم الناتجة عن تلك العملية في التزايد تبدأ طاقة النجم في الاضمحلال تدريجيا وترتفع درجة حرارة قلب النجم إلي عشرة ملايين درجة كلفن (الصفر المئوي يساوي 273 درجة كلفن) مؤديا بذلك إلي بدء دورة جديدة من عملية الاندماج النووي وإلي انبعاث المزيد من الطاقة التي تؤدي الي مضاعفة حجم النجم الي مئات الأضعاف فيطلق عليه اسم العملاق الاحمر

( Red Giant),

وبتوالي عملية الاندماج النووي يأخذ النجم في استهلاك طاقته دون إمكانية انتاج المزيد منها مما يؤدي الي تقلصه في الحجم وانهياره اما الي قزم أبيض

( White Dwarf)

أو إلي نجم نيوتروني

( Neutron Star)

أو الي ثقب أسود

( Black Hole)

حسب كتلته الأصلية التي بدأ تواجده بها.

فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أقل من كتلة الشمس فإن الإليكترونات في مادة النجم تقاوم عملية تقلصه ابتداء ثم تنهار هذه المقاومة ويبدأ النجم في التقلص حتي يصل الي حجم أقل قليلا من حجم الارض , متحولا إلي قزم أبيض , وهذه المرحلة من مراحل حياة النجوم قد تتعرض لعدد من الانفجارات النووية الهائلة والتي تنتج عن تزايد الضغط في داخل النجم , وتسمي هذه المرحلة باسم النجوم الجديدة أو النجوم المستجدة

( Novae)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير