تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا زاد تراكم الضغط في داخل القزم الابيض فإنه ينفجر انفجارا كاملا محدثا نورا في السماء يقارب نور بليون شمس كشمسنا , وتسمي هذه المرحلة باسم النجم المستعر الأعظم

( Supernova)

يفني علي إثرها القزم الابيض وتتحول مادته الي دخان , وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة في كل قرن من الزمان لكل مجرة تقريبا , ولكن مع الأعداد الهائلة للمجرات في الجزء المدرك لنا من الكون فإن هذه الظاهرة تحدث في الكون المدرك مرة كل ثانية تقريبا.

أما إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أكبر من كتلة الشمس فإنه ينهار عند استهلاك طاقته متحولا الي نجم نيوتروني وفيه تتحد البروتونات والأليكترونات منتجة النيوترونات , وهذا النجم النيوتروني ينبض في حدود ثلاثين نبضة في الثانية الواحدة ومن هنا يعرف باسم النجم النابض

( Pulsating Star

أو النابض

( Pulsar).

وهناك من النجوم النيوترونية ما هو غير نابض

( Non-Pulsating Neutron Star)

وقد يستمر هذا النجم النيوتروني في الانهيار حتي يصل الي مرحلة الثقب الأسود إذا كانت كتلته الابتدائية تسمح بذلك فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم تزيد علي كتلة الشمس بمرة ونصف المرة تقريبا (1,4 قدر كتلة الشمس) ولكنها تقل عن خمسة أضعاف كتلة الشمس فإن عملية التقلص تنتهي به إلي نجم نيوتروني لا يزيد قطره علي عشرة كيلو مترات تقريبا , ويسمي بهذا الاسم لأن الذي يقوم بعملية مقاومة التقلص التثاقلي

( Gravitational Contraction)

فيه هي النيوترونات لأن الإليكترونات في داخل كتلة النجم تعجز عن ذلك.

أما إذا زادت الكتلة الابتدائية للنجم علي خمسة أضعاف كتلة الشمس فلا يتمكن أي من الإليكترونات أو النيوترونات من مقاومة عملية التقلص التثاقلي للنجم فتستمرحتي يصل النجم إلي مرحلة الثقب الأسود , وهذه المرحلة لا يمكن إدراكها بصورة مباشرة , ولكن يمكن تحديد مواقعها بعدد من الملاحظات غير المباشرة من مثل صدور موجات شديدة من الأشعة السينية من الأجرام الواقعة تحت تأثيرها , واختفاء كل الأجرام السماوية بمجرد الاقتراب من مجال جاذبيتها.

ومع إدراكنا لانتهاء حياة النجوم بالانفجار علي هيئة نجم مستعر أو نجم مستعر أعظم , أو بفقدانه للطبقات الخارجية منه وتحوله إلي مادة عظيمة الكثافة شديدة الجاذبية مثل النجوم النيوترونية أو الثقوب السود , إلا أن طبيعة تلك الثقوب السود وطريقة فنائها تبقي معضلة كبري أمام كل من علماء الفلك والطبيعة الفلكية , فحسب قوانين الفيزياء التقليدية لا يستطيع الثقب الأسود فقد أي قدر من كتلته مهما تضاءل , ولكن حسب قوانين فيزياء الكم فإنه يتمكن من الإشعاع وفقدان كل من الطاقة والكتلة وهي سنة الله الحاكمة في جميع خلقه , ولكن تبقي كيفية تبخر مادة الثقب الأسود بغير جواب , وتبقي كتلته , وحجمه , وكثافته , وطبيعة كل من المادة والطاقة فيه , وشدة حركته الزاوية , وشحناته الكهربية والمغناطيسية من الأسرار التي يكافح العلماء إلي يومنا هذا من أجل استجلائها.

فسبحان الذي خلق النجوم وقدر لها مراحل حياتها ...

وسبحان الذي أوصلها إلي مرحلة الثقب الأسود , وجعله من أسرارالكون المبهرة ...

وسبحان الذي أقسم بتلك النجوم المستترة , الحالكة السواد , الغارقة بالظلمة ... وجعل لها من الظواهر مايعين الإنسان علي إدراك وجودها علي الرغم من تسترها واختفائها , وسبحان الذي مكنها من كنس مادة السماء وابتلاعها وتكديسها , ثم وصفها لنا من قبل أن نكتشفها بقرون متطاولة بهذا الوصف القرآني المعجز فقال (عز من قائل)

فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس.

ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[04 Oct 2005, 05:32 م]ـ

ولا أجد وصفا لتلك المرحلة من حياة النجوم المعروفة باسم الثقوب السود أبلغ من وصف الخالق (سبحانه وتعالي) لها بالخنس الكنس فهي خانسة أي دائمة الاختفاء والاستتار بذاتها , وهي كانسة لصفحة السماء , تبتلع كل ما تمربه من المادة المنتشرة بين النجوم , وكل ما يدخل في نطاق جاذبيتها من أجرام السماء , وهي جارية في أفلاكها المحددة لها , فهي خنس جوار كنس وهو تعبير أبلغ بكثيرمن تعبير الثقوب السود الذي اشتهر وذاع بين المشتغلين بعلم الفلك ..

ومن أصدق من الله قيلا

(النساء:122)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير