ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع (أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلي داخلها:
( Giant Vaccum Cleanersthat Suckineverythinginsight)
وتبقي الثقوب السود صورة مصغرة للجرم الأول الذي تجمعت فيه مادة الكون ثم انفجر ليتحول إلي سحابة من الدخان , وأن من هذا الدخان خلقت السموات والأرض , وتتكرر العملية اليوم أمام أنظار المراقبين من الفلكيين حيث تتخلق النجوم الابتدائية من تركز المادة في داخل السدم عبر دوامات تركيز المادة
( Accretionwhirls)
أو
( Accretion Vertigos)
ومنها تتكون النجوم الرئيسية
( Main Sequeence Stars)
والتي قد تنفجر حسب كتلتها إلي عمالقة حمر
( Red Giants)
أو نجوم مستعرة
( Novae)
أو فوق مستعرة
( Supernovae),
وقد يؤدي انفجار العمالقة الحمر إلي تكون سدم كوكبية
( Planetary Nebulae)
والتي تنتهي إلي تكون الأقزام البيض
( White Dwarfs)
والتي تستمر في التبرد حتي تنتهي إلي مايعرف باسم الأقزام السود
Black Dwarfs)
وهي من النجوم المنكدرة , كما قد يؤدي انفجار فوق المستعرات الي تكون نجوم نيوترونية نابضة أو غير نابضة
( Non-Pulsating or Pulsating Neutron Stars or Pulsars)
أو ثقوب سود
( Black Holes)
حسب كتلتها الابتدائية , وقد تفقد الثقوب السود كتلتها إلي دخان السماء عن طريق تبخر تلك المادة علي هيئة أشباه النجوم المرسلة لموجات راديوية عبر مراحل متوسطة عديدة
ثم تتفكك هذه لتعود مرة أخري إلي دخان السماء مباشرة أو عبر هيئة كهيئة السدم حتي تشهد لله الخالق بالقدرة الفائقة علي أنه وحده الذي يبدأ الخلق ثم يعيده , وأنه وحده علي كل شيء قدير. ومن المبهر حقا أن يشهد علماء الفلك بأن 90% من مادة الكون المنظور (ممثلة بمادة المجرات العادية) هي مواد خفية لا يمكن للإنسان رؤيتها بطريقة مباشرة , وأن من هذه المواد الخفية: الثقوب السود , والأقزام البنية غير المدركة
( Undetected Brown Dwarfs),
والمادة الداكنة
( Dark Matter)
واللبنات الأولية للمادة
( Subatomic Particles)
وغيرها , وأن كتلة الجزء المدرك من الكون تقدر بأكثر من مائة ضعف الكتلة الظاهرة.
أما عن القسم التالي في السورة والذي يقول فيه الحق (تبارك وتعالي): والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس فهما قضيتان مستقلتان عن الخنس الجوار الكنس سنعرض لهما إن شاء الله تعالي في مقام آخر وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين.
أولا: الخنس:
خنس: الخاء والنون والسين أصل واحد يدل علي استخفاء وتستر , قالوا: الخنس الذهاب في خفيه , يقال خنست عنه , وأخنست عنه حقه.
والخنس: النجوم تخنس في المغيب , وقال قوم: سميت بذلك لأنها تخفي نهارا وتطلع ليلا , والخناس في صفة الشيطان , لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالي , ومن هذا الباب الخنس في الأنف انحطاط القصبة , والبقر كلها خنس.
ومعني ذلك أن الخنس جمع خانس أي مختف عن البصر , والفعل خنس بمعني استخفي وتستر , يقال خنس الظبي إذا اختفي وتستر عن أعين المراقبين.
والخنوس يأتي أيضا بمعني التأخر , كما يأتي بمعني الانقباض والاستخفاء. وخنس بفلان وتخنس به أي غاب به , وأخنسه أي خلفه ومضي عنه.
ثانيا: الجوار:
أي الجارية. (في أفلاكها) وهي جمع جارية , من الجري وهو المر السريع.
ثالثا: الكنس:
(كنس) الكاف والنون والسين تشكل أصلين صحيحين , أحدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والأصل الآخر يدل علي استخفاء , فالأول كنس البيت , وهو سفر التراب عن وجه أرضه , والمكنسه آلة الكنس , والكناسة مايكنس.
والأصل الآخر: الكناس: بيت الظبي , والكانس: الظبي يدخل كناسه , والكنس: الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها , قال أبو عبيدة: تكنس في المغيب.
¥