تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و هو صاحب المقام المحمود - يوم الحساب - و صاحب الشفاعة العظمى في ذلك اليوم العصيب، فمنزلته صلى الله عليه و سلم عند رب العباد منزلة عالية، و هكذا يجب أن تكون عند العباد المؤمنين، و لذا ينبغي الحرص و الحيطة في كل ما قد يكون فيه أدنى مساس بتلك المكانة السامية الشريفة.

**************

أقدم ما سبق - لكلامي التالي - تبصرة و تذكرة لي و لغيري من الخائضين في الكلام في الشأن الشريف، منبها على ألا يدفعنا جهل الجاهلين - و ما أحدثوه من بدع و مناكير -إلى أن نجهل مثلهم أو فوقهم، فننكر على رسولنا الكريم ما أثبته له رب العالمين من خصوصيات، اللهم إلا بيقين برفع واحدة منها في حال ما أو حين.

- أقول هذا، لما نشر هنا من مشاركة معنونة ب: " هذه لنا وليست لكم: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) "، جاء فيها ما ظاهره إنكار التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته، و قد ذكر قائلها: [* أرجو التعليق (إضافة - استدراك - تصحيح).

ولكم الأجر]. و هأنذا ألبي مطلبه بعون الله و توفيقه.


ذكر كاتبها أن:

" من أفضل ما قرأت في الرد على من يجوز التوسل بهذه الآيه رد الشيخ الفاضل / أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي.
في كتابه (بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التجاني) "

- و كان مما استشهد به الشنقيطي على رد استدلالهم بهذه الآية أقوال عدد من العلماء المفسرين - نقل أقوالهم - و لكن ما نقله عنهم لا ينفي وجود أدلة أخرى تثبته، و من ذلك:
* 1 - أن أصل التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم ثابت بالحديث الصحيح، الذي صححه الإمام الترمذي، و كذا ابن ماجه، و لا يوجد ما يرفع حكمه، و لا ما يقيده بحياته عليه الصلاة و السلام:
أولا:
جاء في " سنن ابن ماجه "، ج1/ص441

باب ما جاء في صلاة الحاجة:
ح 1385 حدثنا أحمد بن منصور بن يسار ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المدني عن عمارة بن خزيمة بن ثابت (عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني. فقال: إن شئت أخرت لك وهو خير، وإن شئت دعوت. فقال: ادعه. فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء:
" اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة، يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى،اللهم فشفعه في "

قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح).

ثانيا:
جاء في " سنن الترمذي "، ج5/ص569: 119 باب
ح 3578 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت (عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء:

" اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، لي اللهم فشفعه في "
قال هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو الخطمي، وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف).
- و عليه، فأصل التوسل برسول الله صلى عليه و سلم - عند الله عز و جل - في قضاء حاجات العباد صحيح، و ثابت بالحديث الصحيح، الذي رواه الترمذي، و ابن ماجه، و غيرهما،

** و هو و إن كان في حياته عليه الصلاة و السلام ثابت بيقين، فلا يرتفع حكمه بعد وفاته إلا بيقين مثله، على ما هو مقرر في أصول الفقه، و هو ما لم يوجد، و المماري عليه الدليل، كما لا يوجد دليل علي تقييده بحياته - دون مماته - صلى الله عليه و سلم، هذا من ناحية،

- و من ناحية ثانية: فقد احتج منكره - بعد الوفاة النبوية الشريفة - بما ذكره الإمام الشوكاني، قال:

((ب - قال الشوكاني: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك جاءوك متوسلين إليك متنصلين من جناياتهم ومخالفتهم فاستغفروا الله لذنوبهم وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم واستغفرت لهم ولهذا قال لوجدوا الله توابا رحيما " اهـ)).انتهى الاقتباس

************

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير