فهذا الاستشهاد لا حجة فيه لمن استشهد بالآية على جواز التوسل به بعد وفاته صلى الله عليه و سلم، و كذا - و بنفس القدر - لا حجة فيه لمنكره و نافيه، و ذلك لوجود أدلة كثيرة و قوية في إثباته، سنوردها فيما بعد إن شاء الله تعالى،
*2 - و سأذكر منها ما قاله الشوكاني نفسه، و الذي استشهد الشنقيطي بكلامه و تفسيره فيما تقدم،
- قال في التوسل به عليه الصلاة و السلام: [ .... والقول الثاني أن التوسل به يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه]،
**********************
* ذكر ما تقدم و نقله الإمام الحافظ المباركفوري في كتابه " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي "، و إليكم بيانه:
((وقال الشوكاني في " تحفة الذاكرين ": وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله إلى الله عز وجل، مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى،وأنه المعطي المانع،ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. انتهى
وقال فيها _[أي في " تحفة الذاكرين "]- في شرح قول صاحب العمدة ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين - ما لفظه: ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي من حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى النبي فذكر الحديث ثم قال وأما التوسل بالصالحين فمنه ما ثبت في الصحيح أن الصحابة استسقوا بالعباس رضي الله عنه عم رسول الله وقال عمر رضي الله عنه اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا الخ. انتهى
وقال في رسالته " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ": وأما التوسل إلى الله سبحانه بأحد من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي إن صح الحديث فيه،
ولعله يشير إلى الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه والترمذي وصححه بن ماجه وغيرهم أن أعمى أتى النبي فذكر الحديث،
قال وللناس في معنى هذا قولان:
أحدهما: أن التوسل هو الذي ذكره عمر بن الخطاب لما قال كنا إذا أجدبنا نتوسل بنبينا إليك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا وهو في صحيح البخاري
وغيره فقد ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم قي حياته في الاستسقاء ثم توسل بعمه العباس بعد موته وتوسلهم هو استسقاؤهم بحيث يدعو ويدعون معه فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى والنبي كان في مثل هذا شافعا وداعيا لهم،
والقول الثاني: أن التوسل به يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه،
ولا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به في حياته وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه .... )).
انتهى النقل عن صاحب " تحفة الأحوذي "
*****************
و المسألة و تقريرها و تحقيقها تحتاج إلى مزيد بسط و بيان، و لكني آثرت سرعة الإجابة لما طلبه كاتب المشاركة الأصلية،
** و أود أن يكون الرد بروية و علم، مع الالتزام بأدب الخلاف.
كتبه
الراجي عفو ربه، و شفاعة رسوله
د. أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
ـ[القلم]ــــــــ[17 Oct 2005, 03:43 م]ـ
وكذلك من أفضل ما قرأت في الرد على من يجوز التوسل بهذ الحديث رد الشيخ الفاضل / أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي.
في كتابه (بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التجاني).
حديث الأعمى
والرد عليه من سبعة عشر وجها:
قال عبد الله بن أحمد حدثني أبي، وقال الترمذي والنسائي حدثنا محمود بن غيلان، وقال ابن ماجه حدثنا أحمد بن محمد بن منصور وقال الحاكم حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه عن الحسن بن مكرم.
أربعتهم عن عثمان بن عمر عن شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف عنه "أن رجلا ضرير البصر أتى النبي فقال ادع الله أن يعافيني، قال: ((إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك)) قال: فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في)) هذا لفظ النسائي وللترمذي نحوه".
الرد: -
¥