تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في رواية الطبراني " فو الله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط ".

17 - وقد روى الطبراني هذا الحديث فذكر في أوله قصة منكرة وهي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال ما كانت لك من حاجة فاتنا ثم إن الرجل خرج من عندي فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله وأتاه رجل ضرير ... " الحديث.

وإنما قلت إنها منكرة لأمور:

أ - قوله "وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته " وقوله في آخر القصة " ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في ... " فهذا باطل قطعا لأنه يدل على مداومة عثمان لذلك.

ولعل محمد مفتاح لم يلتفت إلى هذا اللفظ عمدا لحاجة في نفسه! فراح يرد على اتخاذ الحاجب وأغمض عينيه عن هاتين الجملتين الصريحتين فأين الأمانة العلمية!!!

ب - الحديث من رواية روح بن صلاح وهو غير معروف بالصلاح يقال له بن سبابة ويكنى أبا الحارث ضعفه الجمهور قال بن يونس رويت عنه مناكير قال ابن عدي بعد أن أخرج له حديثين:" له أحاديث كثيرة في بعضها نكارة وقد ضعفه الدار قطني وابن عدي وغيرهما.

ج - وبهذا تعلم أن هذه الزيادة منكرة لأن روح معروف برواية المناكير كما قال ابن عدي وابن يونس.

د- وجاءت هذه القصة عند الطبراني في الصغير ص 184 من طريق ابن وهب عن شبيب بن سعيد عن أبي جعفر، لكن هذه الطريق لا يفرح بها أن رواية ابن وهب عن شبيب فيها مناكير كثيرة وقد بين ابن عدي سبب ذلك فقال:" لعل شبيبا لما قدم مصر في تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط ووهم وأرجو أن لا يتعمد الكذب" وقال الذهبي عن شبيب:" صدوق يغرب" وقال ابن حجر لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه لا من رواية ابن وهب عنه " اهـ

د - لو صحت القصة لتسابق الناس إلى فعل ذلك لأن النفوس مولعة بقضاء حوائجها فتتشبث بكل ما تقدر عليه. انتهى.

* * ** وأخيراً لابد أن يعلم أن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم معروفة معلومة وهي مقدمة على المال والأهل والولد، ورأسها وقطب رحاها هو اتباع سنته وسلوك طريقته وطريقة أصحابه من بعده، فموضوعي هذا لا يمس مقامه الكريم ولا ينقص منه والعياذ بالله.

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Oct 2005, 01:52 ص]ـ

التضعيف لما صححه أئمة علوم الحديث - المتقدمون و المقدمون في هذا الشأن من الثقات المشاهير من علماء الإسلا م - لا يقبل من المتأخرين المعاصر ين، إذ لا وجه للمقارنة بينهما و لا للمقاربة في العلم و الإحاطة بدقائقه و غوامضه، و نقول لفاعله ألك إمام متقدم ثبت سبق فيما زعمت؟

فإن أتى به فينظر في ترجيح أي القولين و أي الحكمين، مع اعتبار الأفضلية في العلم و التثبت،

أما إن كان من بنات أفكار و أوهام المتأخرين - الذين لا يدانونهم في العلم بهذا الشأن - فهو كلام لغو،لا يلتفت إليه و لا يعرج عليه، و يقال له ما قاله الإمام الحافظ ابن حجر - في كتابه " هدي الساري " - فيمن رد تصحيح الأئمة الأعلام للأحاديث، قال: (و لنشرع الآن في الكلام عليها، و نبين ما خفي على بعض من لم يمعن النظر فاعترض عليه اعتراض شاب غر على شيخ مجرب أو مكتهل و أوردها إيراد سعد و سعد مشتمل " ما هكذا تورد يا سعد الإبل ").

* و هو ما نقوله لمن ضعف حديث توسل الضر ير برسول الله - صلى الله عليه و سلم - مع بعد ما قيل فيه قول ابن حجرمن ذلك المتأخر بعد ما بين المشرقين و بين المغربين، بل بعد ما بين الثرى و الثريا،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير