- فأين علم أحمد الشنقيطي هذا من علم إمام كالترمذي أو كالنسائي، و قد قالوا بصحة الحديث المتقدم ذكره؟ لا شيء ثم لا شيء، و إنما هي بدعة سيئة محدثة للتملص و التهرب من الأحكام الشرعية التي لا توافق هوى البعض مع استنادها لأحاديث نبوية شريفة لا يملكون معارضتها و معارضة ما فيها، فلا يجدون امامهم إلا الطعن في رواتها بأي قول قيل هنا أو هناك، انتصارا لرأي معين، و هم الذين عناهم الإمام الشاطبي بقوله أنهم يبحثون في الأدلة للاستظهار و ليس للاستبصار، و هؤلاء المتأخرون المتجرءون لا دليل صحيح معهم،
*********************
- و إليك ما ذكره الإمام الحافظ المباركفوري - صاحب كتاب " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " - قال في شرح الحديث المعترض على صحته هنا من متأخري المعاصرين:
** { ... وزاد في روايةا بن ماجه ويصلي ركعتين: " اللهم إني أسألك " أي أطلبك مقصودي فالمفعول مقدر، " وأتوجه إليك بنبيك " الباء للتعدية " محمد نبي الرحمة " أي المبعوث رحمة للعالمين " إني توجهت بك " أي استشفعت بك والخطاب للنبي، ففي رواية بن ماجه: " يا محمد إني قد توجهت بك لتقضي لي " بصيغة المجهول أي لتقضي لي حاجتي بشفاعتك " فشفعه " بتشديد الفاء أي اقبل شفاعته " في " أي في حقي،
... قوله (يعني الترمذي): هذا حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه النسائي - وزاد في آخره فرجع وقد كشف الله عن بصره - وأخرجه أيضاا بن ماجه، و ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين،وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر، وأخرجه الطبراني وذكر في أوله قصة وهي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف ... الحديث] انتهى النقل عن المباركفوري من " تحفة الأحوذي "، ج 10 / ص 24.
- فإن لم يكف تصحيح ذلك الحديث من كل من الأئمة: الترمذي، و النسائي، و ابن ماجه، و ابن خزيمه في " صحيحه " - الذي قال الإمام الحافظ ابن الصلاح أن مجرد وجود الحديث فيه كاف في تصحيحه - فلن يصح كل أو جل الأحاديث، و هذا باطل و ساقط الاعتبار.
ـ[القلم]ــــــــ[19 Oct 2005, 03:37 ص]ـ
كان في الأمر سعة لو أنك تلطفت بالعبارة وأحسنت الظن ... ولكن!!
H...
( و إنما هي بدعة سيئة محدثة للتملص و التهرب من الأحكام الشرعية التي لا توافق هوى البعض).
* لي عودة بإذن الله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Oct 2005, 04:16 ص]ـ
إخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فلا يخفاكم أنكم قد دخلتم حلبت نقاش فيها ما فيها من حب الانتصار، والظهور على الخصم بحجة: (إن الحق معي)، وويم الله، إن الدخول إليها بهذا الأساس ليبعدنا عن الوصول إلى الحق، فالقصد القصد في النقاش، والالتزام الالتزام بأدب الجدل، لكي نستفيد، ويتبصَّر من كان عنده الشبهة، ولا زالت ـ ولله الحمد ـ نقاشاتكم في محلٍّ سامي، فلا تفسدوها بما تفسد به كثير من النقاشات في المنتديات، فمن أراد إظهار الحق يفرح بظهوره عند غيره أحب من إظهاره هو له بنفسه؛ لأ، قصده ظهور الحق، لا ظهور قوله هو، وتفوقه على خصمه.
أقول هذا تذكرة، والذكرى تنفع المؤمنين، خشية أن يدخل في النقاش من يجره إلى مالا نحب.
واحب أن أذكر أخي الدكتور أبو بكر خليل بأمرين:
الأول: قوله (و لذا ينبغي الحرص و الحيطة في كل ما قد يكون فيه أدنى مساس بتلك المكانة السامية الشريفة)، وهذا قول لا غبار عليه، ولا يخالفه مسلم في قلبه ذرة من إيمان، لكن إلصاق ما ليس بحق للنبي صلى الله عليه وسلم به، وهو ليس له فإنه يدخل في تنبيهه هذا، فمن حقه علينا أن نذبَّ عنه ما زُعِم أنه من حقوقه، وهو ليس كذلك؛ مثل ما ادخله من أدخله من الجهلة الذين أفرطوا في حق النبي فرفعوه فوق مرتبته.
الثانية: (تضعيف الأحاديث التي حكم بصحتها الأئمة الأثبات لا يقبل من المتأخرين الأغرار)، فأقول: الاعتراض بكون هذا مما صححه عالم متقدم دون النظر والتحليل في أقوالهم، التي قد يظهر لمتاخر عنهم ما لم يظهر لهم أمر مشكل من جهات، منها:
الأول:أن يكون أمر التصحيح والتضعيف لا يؤخذ إلا منهم في مثل هذا الأحاديث المشكلة.
¥