تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن دعوة أهل التصوف إلى ترك الجهاد وسائر العبادات يفيض علينا مفسرنا ببعض فيوضاته في تفسيره لقوله تعالى] كتب عليكم القتال [([142])

فيصف القتال بأنه جهاد أصغر وأن مجاهدة النفس جهاد أكبر ويبين أن المراد هو تجلي الحق لهم وهذا هو ثمرة الجهاد الأكبر.

وبقول: أما الجهاد الأصغر فلا يحصل شيئا من هذا، فلذلك كان مفضولا عند أهل الجهاد الأكبر فيتركونه لما هو أرجح منه كما قال الششتري t :

دع السيف والسبحة والسجاد واعقد سكيرة من خمرة الإفراد ([143])

وربما تعرض لشيء من الأصول ومن ذلك:

كلامة عن تأخير البيان عن وقت الحاجة والفرق بينه وبين تأخير البيان لوقت الحاجة. ([144])

وقال عند قوله تعالى] وإذ قتلتم نفسا [([145])

واستدلت المالكية بالقصة على التدمية الحمراء وهي قبول قول القتيل قبل موته بأن فلانا قتله، وفيه نظر لأن هذا حيي بعد موته فلا يتطرقه الكذب، واستدلت أيضا على حرمان القاتل من الإرث، وفيه نظر لأن هذه شريعة من قبلنا يطرقها النسخ لكن ثبت في الحديث أنه لا يرث. ([146])

ومن كلامه في النسخ قوله في آية الوصية:

وهذه الآية منسوخة في وصية الوالدين محكمة في الأقربين غير الوارثين، فإذا كان

الوالدين غير وارثين كالكافرين أو العبدين فهي محكمة. ([147])

وقوله:

والنسخ إنما يكون في الأوامر والنواهي دون الأخبار، لأنه يكون كذبا ومعنى النسخ انتهاء العمل بذلك الحكم، ونقل العباد من حكم إلى حكم لمصلحة فلم يلزم عليه البدء كما قالت اليهود – والنسخ عندنا ثلاثة أقسام: نسخ اللفظ والمعنى كما كان يقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ثم نسخ – ونسخ اللفظ دون المعنى كالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ثم نسخ لفظه وبقي حكمه وهو الرجم – ونسخ المعنى دون اللفظ كآية السيف بعد الأمر بالمهادنة مع الكفار، والله تعالى أعلم. ([148])

حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

لا يتعرض لشيء من ذلك سوى الفلسفة وهي فلسفة التصوف الكامنة في كلام ابن عربي وابن الفارض ونحوهما وقد قدمنا شيئا من ذلك عند الحديث عن موقف المصنف من العقيدة وسوف يأتي تكميل لنفس الموضوع في الفقرة التالية.

ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

نظرا لكون الكتاب صوفي إشاري فإنه يتضمن شيئا من الزهديات والوعظ مع مايحمل في طياته من انحراف منهجي واضح ولذا فسوف أتكلم في هذه الفقرة عن صوفيات هذا التفسير ومظاهر انحرافه.

فمن الصوفبات التي أقحمها المصنف في تفسير الظاهر على الرغم من كون ذلك مخالفا لمنهجه الذي ذكره قوله:

] اهدنا الصراط المستقيم [([149]) فإن قلت: إذا كان العبد ذاهبا على هذا المنهاج المستقيم، فكيف يطلب ماهو حاصل؟ فالجواب: أنه طلب التثبت على ماهو حاصل، والإرشاد إلى ماهو ليس بحاصل، فأهل مقام الإسلام الذي هو حاصل، يطليون الترقي إلى مقام الإيمان الذي ليس بحاصل، على طريق الصوفية الذين يخصون العمل الظاهر بمقام الإسلام، والعمل الباطن بمقام الإيمان، وأهل الإيمان يطلبون الثبات على الإيمان الذي هو حاصل، والترقي إلى مقام الإحسان الذي ليس بحاصل، وأهل مقام الإحسان يطلبون الثبات على الإحسان والترقي إلى مالا نهاية له من كشوفات العرفان] وفوق كل ذي علم عليم [([150]) وقال الشيخ أبو العباس المرسي t : ] اهدنا الصراط المستقيم [بالتثبت فيما هو حاصل والإرشاد بما ليس بحاصل. ثم قال: عموم المؤمنين يقولون اهدنا الصراط المستقيم أي بالتثبت فيما هو حاصل والإرشاد لما ليس بحاصل، فإنه حصل لهم التوحيد، وفاتهم درجات الصالحين والصالحون يقولون:] اهدنا الصراط المستقيم [معناه نسألك التثبت فيما هو حاصل، والإرشاد إلى ماليس بحاصل فإنهم حصل لهم الصلاح وفاتهم درجات الشهداء. والشهداء يقولون:] اهدنا الصراط المستقيم [أى بالتثبت فيما هو حاصل، والإرشاد ماليس بحاصل، فإنهم حصلت لهم الشهادة، وفاتهم درجات الصديقين. والصديقون يقولون:] اهدنا الصراط المستقيم [أي بالتثبت فيما هو حاصل والإرشاد إلى ماليس بحاصل، فإنهم حصل لهم درجات الصديقين، وفاتهم درجات القطب. والقطب يقول:] اهدنا الصراط المستقيم [بالتثبت فيما هو حاصل، والإرشاد إلى ماليس بحاصل، فإنه حصل له رتبة القطبانية وفاته علم ما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير