تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وليت شعري من الذي يقول للولي: أصحبناك السلامة وأسقطنا عنك الملامة فاصنع ماشئت أهو رسول موحى إليه مثل الذي قال لأهل بدر ماقال؟ أم أنه هو عين القائل لسليمان] فامنن أو أمسك بغير حساب [([170]) وما أظن الذي قال للولي المزعوم ذلك إلا إبليس عليه لعنة الله.

ومن إشارته النادرة المقبولة لا لكونها تفسيرا إشاريا إنما لكونها يشملها عموم اللفظ قوله تحت آية] أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم [([171]):

كل من أشار إلى مقام لم يبلغ قدمه إليه، فهذا التوبيخ متوجه إليه وكل من ذكر غيره بعيب لم يتخلص منه، قيل له: أتأمر الناس بالبر وتنسى نفسك خالية منه، فلا يسلم من توبيخ هذه الآية إلا النادر في الصفاء والوفاء. قال البيضاوي: المراد بها حث الواعظ على تزكية النفس، والإقبال عليها بالتكميل ليقوم فيقيم غيره، لا منع الفاسق عن الوعظ، فإن الإخلال بأحد الأمرين المأمور بهما لا يوجب الإخلال بالآخر فانظر. وتأمل قول القائل:

ياأيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذى السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم

وأراك تلقح بالرشاد عقولنا نصحا وأنت من الرشاد عديم

ابدأ بنفسك فإنهما عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ([172])

وأردف هذه الإشارة بإشارة أخرى وبدون تعليق إلا أن أقول: اشتهر عن هذه الطائفة قولهم: إذا رأيت شيخك على فاحشة فظن به خيرا، وقد ذكر صاحب سلوة الأنفاس فيما ذكر من الكرامات أن فلانا من الأولياء كان يفعل في حمارة في الطريق فقيل له في ذلك فقال: أصلح السفينة ... ويسوق القصة التي تدلل على إصلاح سفينة معطلة في عرض البحر فجأة بعد أن أعيت أصحابها في نفس اللحظة الجنسية الشاذة. ([173])

قال مفسرنا تحت قوله] أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم [([174]) بعد أن قرر عدم جواز حل المريد عقدته مع شيخه لينتقل إلى شيخ آخر: وصحب تلميذ شيخا فرآه يوما قد زنا بامرأة!! فلم يتغير من خدمته، ولا أخل في شيء من مرسومات شيخه، ولا ظهر منه نقص احترامه وقد عرف الشيخ أنه رآه فقال له يوما: يابني قد عرفت أنك رأيتني حين فسقت بتلك المرأة!! وكنت أنتظر فراقك عني من أجل ذلك فقال له التلميذ: ياسيدي إن الإنسان معرض لمجاري أقدار الله عليه، وإني من الوقت الذي دخلت فيه إلى خدمتك ما خدمتك على أنك معصوم وإنما خدمتك على أنك عارف بكيفية السلوك عليه الذي هو طلبي وكونك تعصي شيء بينك وبين الله عز وجل لا يرجع شيء من ذلك علي، فما وقع منك ياسيدي شيء يوجب نفاري وزوالي عنك وهذا هو عقدي فقال له الشيخ: هكذا وإلا فلا، فربح ذلك التلميذ وجاء منه ماتقر به العين من حسن الحال وعلو المقام. ([175])

ومن الفوائد التي تضمنها التفسير وهي استطراد منه على كل حال قوله:

] وبشر الصابرين [([176]) قال ابن جزي: فائدة ورد ذكر الصبر في القرآن في أكثر من سبعين موضعا وذلك لعظم موقفه في الدين قال بعض العلماء كل الحسنات لها أجر معلوم إلا الصبر فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى:] إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [([177]) وذكر الله للصابرين ثمان من الكرامات …فذكرها ([178]).


([1]) تقدمت ترجمته في أهل المنطقة برقم 38
([2]) آل عمران:190
([3]) ص4 - 5
([4]) ص12،14،23،53،91.
([5]) ص12،18، 36،75، 112،116.
([6]) ص38،41،54.
([7]) ص51.
([8]) ص53.
([9]) ص56.
([10]) ص56.
([11]) ص78،92،133.
([12]) ص85.
([13]) ص10،85.
([14]) ص90.
([15]) ص132.
([16]) ص133.
([17]) ص134.
([18]) 18،175.
([19]) ص23.
([20]) ص137.
([21]) ص5،6.
([22]) ص8.
([23]) ص8،11، 97، 110، 115، 118، 137.
([24]) ص6
([25]) ص7،،12،127.
([26]) ص112.
([27]) ص 152.
([28]) ص157، 177.
([29]) ص 152.
([30]) ص153.
([31]) ص7.
([32]) ص68.
([33]) ص20.
([34]) ص154.
([35]) ص155.
([36]) الفاتحة:2
([37]) ص10
([38]) الزمر:65 - 66
([39]) الأنعام:90
([40]) الحج:56
([41]) الإنفطار:19
([42]) ص10
([43]) ص17
([44]) البقرة:1
([45]) القيامة:18
([46]) ص20،21،22،23
([47]) الشورى:11
([48]) انظر ترجمته وماجاء فيها في الطبقات الكبرى ص595
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير