فالآن هناك هدف صغير وهو الرد على شبهة هذا الجاهل والأخ عبد الله الخليفى أكرمه الله أرشدنى لرد عليها للشيخ مقبل الوادعى -رحمه الله-، أما الهدف الكبير هو ما ذكرته من الرد على الشبهات المثارة فى موضوع واحد ليسهل لمن أراد البحث عن الردود أن يجدها، وأيضا قلت أننى ساكتب ما أعرفه وسأعرضه هنا لكى يصحح لى العلماء وطلبة العلم ما كان خطأ فى كلامى فى أى فرع من فروع العلم ولو فى الأخطاء النحوية لأن هذا الكلام سيقرئه المسلمون وأيضا لكى يقترحوا ما يرونه من أفكار ومواضيع تضاف وأشياء تستحق التقديم وأشياء تستحق التأخير وإضافات من عندهم وهكذا
أما قولك بارك الله فيك
فحدد موضع الشبهة ثم اسأل عما تريد لكن لا تنس أن تبدأ من حيث انتهيت حتى لا يضيع الوقت في التكرار
فأنا لم افهم ما تريد بالتكرار فأرجو أن توضح لى وتنبهنى إن وقعت فى التكرار أو فيما يضيع على المشايخ وطلبة العلم وقتهم فأنا أخشى أن أقع فى هذا المحذور
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو اسماعيل الشافعي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 03:32 م]ـ
هذه مقدمة نقلتها من مقدمة كتاب "الحافظ الذهبى" للشيخ عبد الستار الشيخ، فما رأى الإخوة فيها هل تصلح كمقدمة لتعريف الناس بعلم الحديث أم لا؟ وأنا لست إلا ناقل إلا السؤال الذى فى الأول
************************************************** *****************
أخى الكريم هل تعرف كيف جمعت السنة وكيف تعب العلماء فى جمعها؟
إن المتتبع للجهود الجبارة التى قام بها أئمة الحديث لخدمة السنة الشريفة، ليقف وقفة إكبار وإعجاب، واحترام وتقدير، وتعظيم وتبجيل، لأولئك الجهابذة،الذين قدموا لأمتهم أعملا شاهقة باهرة، تعتبر فى مقاييس البشر ضربا من الخيال.
فلقد كانوا يَصلون الليل بالنهار، ويقطعون الفيافى والقفار ويرحلون إلى أصقاع الأرض، لسماع الحديث، والقراءة على العلماء، ومذاكرة النقاد، ومباحثة الحفاظ، حتى قال سعيد بن المسيب: "إن كنت لأسير الأيام والليالى فى طلب الحديث الواحد". يحمل أحدهم زاده، ويمتطى ظهر راحلته، ولربما اكتفى برجليه، واصطحب قلمه ومحبرته، واستحضر قلبه واستجمع فكره، وألقى السمع إلى المحدث المُمْلى، ليحفظ أو يدون حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. ويتكاثر الحضور حتى كان يجتمع فى المجلس الواحد من أصحاب المحابر من يكتب نحو عشرة آلاف إنسان! وكان علماء الحديث من الكثثرة بحيث إنه توفى سنة (699 ه) فى دمشق وجبل قاسيون فقط أكثر من مئة نفس من شيوخ الحديث.
وكانوا يعتمدون فى الطلب والحفظ -غالبا- على ذاكرتهم، وكثرة مراجعتهم للحديث ومذاكرتهم له، ولما سئل عبد الله بن أحمد بن حنبل (توفى 290 ه): " كم سمعت من أبيك؟ قال: مئة ألف وبضعة عشر ألفا. وقال: كل شئ أقول قال أبى، فقد سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مرة ". وعندما دخل داود بن يحيى على الحافظ محمد بن على البغدادى الملقب "قِرْطِمَة" (توفى 290 ه)، قال له قرطمة: " ترى هذه الكتب! خذ أيها شئت حتى أقرأ. فقال داود: كتاب الأشربة. فجعل يسرد من آخر الباب إلى أوله، حتى قرأه كله! " وكان الحافظ البارع أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدرى القرشى (توفى 314 ه) يقول " أناظر فى ثلاث مئة ألف حديث ".
وما نال القوم ذلك إلا بالجد والاجتهاد، والطلب المتواصل، والسهر المستمر، والمذاكرة الدؤوبة، والانصراف للعلم بكليتهم. يقول الحافظ الناقد ابن أبى حاتم (توفى 327 ه): " كنا بمصرَ سبعة أشهر، لم نأكل فيها مَرَقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة. قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لى شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا فى طريقنا سمكة أعجبتنا، فاشتريناه، فلما صِرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى علينا ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد ".
وجاء عن الحافظ الموجود المؤتَمَن بن أحمد بن على الساجى (توفى 507 ه) أنه قرأ كتاب "المحدث الفاصل بين الراوى والواعى" للرامهرمزى فى مجلس واحد، قراءة بحث وإتقان، وهو فى "مصطلح الحديث" ويقع فى (465) صفحة!.
¥