[ما الراجح في تعريف سوء الحفظ؟]
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:20 ص]ـ
ما هو التعريف الراجح لسوء الحفظ؟
عرف ابن حجر سوء الحفظ في نزهة النظر بأنه: من لم يَرْجُحْ جانب إصابته على جانب خطئه. (ص:101).
وعرفه في مكان آخر من النزهة نفسها بقوله: عبارة عمن يكون غلطه أقلّ من إصابته. (ص:86).
وجاء في هدي الساري مقدمة فتح الباري ما يؤيد التعريف الثاني؛وهو جعل سوء الحفظ من ألفاظ قلة الغلط.
وبالتتبع لشروح الأئمة وتعليقاتهم نجد أنهم يرجحون التعريف الأول لسوء الحفظ،وهذا رأيي في تحرير التعريف،فما قولكم دام فضلكم.
الرجاء من الأحباب المشاركة والإفادة،وأفتقد الأخ الكريم:أبا عاصم المحلي.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:14 م]ـ
أين الإخوة،فأنا فقير إلى مشاركات رواد هذا الملتقى الطيب،وأنا واثق بأن الإخوة لن يخذلونني.
ـ[أبو إدريس الإفريقي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أخي الحبيب لم أر هذا الموضوع إلا الآن نظراً لطول بعدي عن هذا الملتقي المبارك ــ فيما أرجوه بمشيئة الله تعالي ــ، وأقول وبالله التوفيق: الذي يترجح عندي والله أعلم أنَّ (سيء الحفظ) هو من تساوي عنده الطرفان جانب الإصابة وجانب الخطأ ولم يترجح أحدهما على الآخر ــ وهو التعريف الأول ــ وهو مااختاره الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف في كتابه الماتع ((ضوابط الجرح والتعديل))، وأما عن عبارة الحافظ ابن حجر ــ رحمه الله تعالي ــ في النزهة نفسها (عبارة عمن يكون غلطه أقلّ من إصابته)، فمعناها أنه صدوق له أغلاط، وهذه العبارة يقولها العلماء فيمن زاد عنده جانب الإصابة على جانب الخطأ ــ ولكنَّ خطأه ليس بالفاحش ــ، أما إذا تساوي الطرفان فلا، والله أعلم.
أما عن كيفية التعامل من سيء الحفظ هي أن تأتي قرينة خارجية مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين كأن يتابع عليه مثلاً، أو ينص أحد من أهل العلم أنه قد حفظ هذا الحديث بعينه، أو يترجح العكس بأن يكون هذا الحديث الذي معنا عُدَّ من مناكيره، والطريق إلى معرفة ذلك، هو النظر في كتب الضعفاء التي تهتم بذكر مناكير الراوي ــ ليس على سبيل الحصر أحياناً إذا كان الراوي مكثراً ــ وهذه الكتب هي [((الكامل)) لأبي أحمد بن عدي، ((الضعفاء)) للعقيلي، ((المجروحين)) لابن حبَّان، ((والميزان)) للذهبي، ((اللسان)) لابن حجر)) ــ رحم الله تعالي الجميع ــ.
أما إذا تفرد بحديث ما ولم نجده مستنكراً عليه في كتب الضعفاء، ولم ينص أحد من العلماء أنه قد حفظه، ففي مثل هذه الحالة قد يُستنكر عليه لاسيما إذا تفرد عن إمام مشهور، ولم يأت بهذا الحديث باقي أصحابه كـ (الزهري، ومالك، والثورى، وشعبة)، وغيرهم. هذا مايحضرني الآن، والله الموفق.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب أبا إدريس،وجزاك الله خيراً.
أخي الكريم: معنى: (لم يرجح) أي؛ لم يغلب. فإن غلب الخطأ على الراوي،أو تساوى مع جانب الصواب والحفظ،اعتبر داخلاً في مفهوم سوء الحفظ.
وأما إذا كانت نسبة الغلط – عند الراوي- أقل من الإصابة،فلا يسمى عندئذ:سيء الحفظ،وإنما يكون مقبولاً،كما أشار إلى ذلك الشيخ ملا علي القاري.
فالمعوّل عليه –كما يقول الشيخ عبد الحق الدِِهْلَوي-:الصواب والإتقان وكثرتهما.
قلت:وهذا التعريف مشكل إذا ما قورن بالتعريف الآخر الذي عرف به ابن حجر سوء الحفظ،وهو: ((عبارة عمن يكون غلطه أقلّ من إصابته)).
فهذا التعريف لا يتفق من حيث المعنى مع التعريف الأول؛لأنه يستحيل أن لا يخطأ الإنسان مهما كان حافظاً،فهل يقال:إذا صدر منه خطأ،أو أخطاء يسيرة - بجانب سعة حفظه-،فهو سيء الحفظ. هذا مالم يقله أحد من المحدّثين النقّاد.
وقد أجاب على هذا الشيخ علي القاري: بأن هذا الخطأ من اختلاف النسخ،والنسخة الصحيحة المعتمدة فيها زيادة (لا) في التعريف الثاني،فصار التعريف:عبارة عن أن لا
يكون غلطه أقل من إصابته. هكذا بالنفي، وهو المطابق للتعريف الأول من حيث المعنى.
قلت:وممن رجح النسخة التي فيها زيادة (لا) أيضاً،الشيخ برهان الدين البقاعي ليحصل التوافق بين التعريفين.بينما رجح الكمال بن أبي شريف ما في نسخة أخرى، فيها: عبارة عمن يستوي غلطه وإصابته. ثم قال: ((وهو الموافق له)). أي للتعريف الأول.
وكذلك الشيخ قاسم بن قطلوبغا يرى بأن التعريف الثاني ينافي الأول.قال: ((وقد أصلحته بلفظ:نحواً من إصابته،والله سبحانه أعلم)).
انظر:
ــ شرح شرح النخبة لملا علي القاري.
ــ مقدمة في أصول الحديث لعبد الحق الدهلوي.
ــ نزهة النظر لابن حجر.
ــ اليواقيت والدرر في شرحح شرح نخبة الفكر للمناوي.
ملاحظة:أكتب بهذا الاسم في ملتقى أهل الحديث،وبغيره في منتديات أخرى.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:19 م]ـ
بانتظار الردود والمشاركات والتعقيبات من الإخوة الكرام.
¥