سؤال عن الاحاديث الضعيفة التي جاءت في خَلْق الرسول
ـ[أم المنذر]ــــــــ[24 - 05 - 08, 12:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الكرام:
هل يصح أن نروي أو نعلّم الناس الأحاديث الضعيفة التي جاءت في وصف خلْق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
وذلك أن كتب الأقدمين والمتأخرين كلها تعج بها!
وماوجدتُ في الأحاديث الصحيحة وصف كامل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم!!!
فهل نؤاخذ على هذا؟
ومامنهج أهل العلم في التعامل مع الأحاديث الضعيفة التي جاءت في وصف خلْق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
أنا بحاجة للإجابة ...
أفيدوني بمالديكم حفظكم الله
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[24 - 05 - 08, 01:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده00
أمَّا بعد:
أختي الفاضلة00إنَّ مما لا شك فيه أنَّ الأحاديث التي جاءت تصف النبي صلى الله عليه وسلم، وتتحدث عن هيئته الشريفة، هي جزء من السنة النبوية المطهرة، وحكمها حكم الأحاديث الواردة في أي شأن من شؤون الشريعة الغراء، لذا ينبغي علينا - عندما نريد أن نستشهد بها - أن نحقق شروط الصحة المعروفة عند علماء الحديث الشريف، ولا يجوز لنا أن نتهاون بهذا الجانب الهام من جوانب السنة النبوية المطهرة بحال من الأحوال، وإذا كان لابد لنا من أن نوردها في دروسنا أو محاضراتنا، فيجب علينا أن نبين حالها من الضعف -بشرط أن لا يشتد ضعفه - أمَّا إذا كان الحديث ضعيفاً شديد الضعف أو موضعاً فلا يجوز روايته بحال من الأحوال إلاَّ على سبيل القدح به وتحذير النَّاس منه، والله أعلم
ـ[أم المنذر]ــــــــ[24 - 05 - 08, 02:23 م]ـ
الأخ الفاضل:
جزاكم الله خيرا
لكن ألا يُفرّق أهل العلم في حكمهم، بين الأحاديث التي ينبني عليها أحكام
أو التي لاينبني عليها؟
كأني سمعت ُ بمثل هذا وأود أن أستوثق!!
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[24 - 05 - 08, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده00
أمَّا بعد:
أختي الفاضلة00نعم فرَّق أهل العلم الثقات بين الأحاديث التي تبنى عليها الأحكام الشرعية، وبين الأحاديث التي تنص على ما اصطلح عليها الثقات من علماء الحديث الشريف " بفضائل الأعمال "0
أمَّا بالنسبة إلى النوع الأول فقد تشددوا أكثر في تحقيق شروط الصحة المعروفة عند علماء الحديث الشريف، بخلاف النوع الثاني من الأحاديث فقد تساهلوا بعض الشيء في تحقيق هذه الشروط، ولعلَّ أصدق من عبَّر عن هذا التفريق هو الإمام الرباني أحمد بن حنبل رحمه الله عندما قال ما نصه: (الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 135وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب1/ 95) " إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الاسانيد " وقد جاء مثل ذلك عن الإمام عبد الرحمن بن مهدي: (الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع للخطيب البغدادي:2/ 91) 0
وقد فهم المتأخرون من الوعاظ والخطباء عبارة الإمام أحمد هذا فهماً خاطئاً، فأوردوا في دروسهم وخطبهم الأحاديث الموضوعة والتالفة والمنكرة، تحت ذريعة أنَّ كبار المحدثين قد نصوا على جواز التساهل في رواية الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال، لذلك نجد أنَّ العلماء المحققين قد وضعوا ضوابط لرواية الحديث الضعيف، قال الحافظ السخاوي في كتابه: القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع: (ص195) 0ما نصه:" سمعتُ سيخنا ابن حجر مراراً يقول شروط العمل بالحديث الضعيف ثلاثة:
الأول: متفق عليه وهو أن يكون الضعف غير شديد فيخرج من انفرد الكذابين والمتهمين ومن فحُش غلطه0
الثاني: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يُخترع بيحث لا يكون له أصلٌ، أصلاً
والثالث: أن لا يُعتقد عند العمل به ثبوته لئلا يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله "انتهى كلام السخاوي نقلاً عن ابن حجر
والشرط الرابع أن يبين المرء حال هذا الحديث، وتبيان ضعفه للناس0
قلت: والأولى والأورع والأتقى أن يتجنب المرء الحديث الضعيف فضلاً عن الموضوع، لأعتقدنا الجازم بانَّ في الصحيح ما يغني عن الضعيف0
والموضوع يحتاج إلى بسط أكبر من هذا، لعلَّ الله يمنن علينا بالوقت و العلم الكافيين، لبحث هذا الموضوع الهام بشكل أوسع من هاهنا، والله تعالى أعلم0
ـ[أم المنذر]ــــــــ[24 - 05 - 08, 09:37 م]ـ
نفع الله بكم، وجزاكم خيرا.