تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

............... أما الذي ... لشيخه عزا بـ (قال) فكذيعنعنة كخبر المعازفِ ... لا تصغ لابن حزم المخالفِ

"أما الذي لشيخه عزا بـ (قال) فكذي عنعنة" (قال) مثل (عن) محمول على الاتصال بالشرطين المعروفين، و (أن) مثل (عن) محمول على الاتصال بالشرطين المذكورين، (أن) منهم من يقول: إن (أن) ليست مثل (عن) بل هي منقطعة، ونسب ابن الصلاح هذا القول إلى الإمام أحمد ويعقوب بن شيبة، عمدته في ذلك أنهما حكما على خبر واحد مرة بالاتصال ومرة بالانقطاع، فعن محمد بن الحنفية أن عماراً مر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال الإمام أحمد منقطع، عن محمد بن الحنفية أن عمار مر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: منقطع، الرواية الثانية عن محمد بن الحنفية عن عمار أنه مر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: متصل، فابن الصلاح تصور أن الحكمين اختلفا لاختلاف الصيغة، لكن كما قال الحافظ العراقي:

"كذا له ولم يصوب صوبه" يعني ما أصاب المحز، ما أصاب السبب الحقيقي للتفريق بين الروايتين، لما يقول تابعي مثلاً، تابعي ما حضر القصة يقول: إن عماراً مر بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، ولو قال مر عمار بالنبي -عليه الصلاة والسلام- لقلنا: منقطع، أنت ما حضرت، أنت تابعي، كيف تحكي قصة ما حضرتها؟ لكن إذا روى هذه القصة عن صاحبها، عن عمار نفسه، لما يقول محمد بن الحنفية: عن عمار أنه مر بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، نعم تكون متصلة؛ لأنه يرويه عن صاحبها، فليس الاختلاف بين الحكمين للاختلاف في الصيغة، وإنما مرده أنه في الطريق الأول التابعي يحكي قصة لم يشهدها فهي منقطعة، وفي الطريق الثاني التابعي يروي القصة عن صاحبها فهي متصلة.

............................... ... وحكم (أن) حكم (عن) فالجلُسووا وللقطع نحا البرديجي ... حتى يبين الوصل في التخريجِ

يقول: منقطعاً البرديجي، فهذه الصيغ الموهمة المحتملة للاتصال وعدمه، يعني أنت لما تقول: قال الإمام أحمد، نعم منقطعة، لكن لما تقول: قال فلان، تنقل عن شيخ أدركته، وتقول: قال فلان، الاحتمال قائم أنك سمعته منه، أو بواسطة، لكن لما تقول: حدثني فلان صيغة موهمة وإلا محتملة وإلا غير؟ ليست محتملة، ما هي محتملة إلا محتملة للصدق والكذب، إما أن تكون صادق وإلا كاذب، أما كونك سمعت بواسطة لا بخلاف (قال):

................. أما الذي ... لشيخه عزا بـ (قال) فكذيعنعنة كخبر المعازفِ ... لا تصغ لابن حزم المخالفِ

وعرفنا ما بين (عن) و (أن) من وفاق.

والثاني لا يسقطه لكن يصف ... أوصافه بما به لا ينعرف

بحيث يوعر الوصول إليه، وهذا يفعله كثير من أهل العلم من باب التفنن في العبارة، بعض الناس يمل أن يقول: حدثني أحمد بن محمد بن فلان، يكون مكثر من الرواية عنه، فكونه في كل خبر حدثني فلان بن فلان بن فلان باسمه الثلاثي أو الرباعي مع نسبته على وتيرة واحدة يمل، لكن مرة يرويه بالكنية، ومرة يرويه بالنسبة، هذا الخطيب البغدادي يكثر من مثل هذا للتفنن في العبارة، سم.

وما يخالف ثقة فيه الملا ... فالشاذ والمقلوب قسمان تلاإبدال راوٍ ما براوٍ قسم ... وقلب إسناد لمتن قسموالفرد ما قيدته بثقة ... أو جمع أو قصر على روايةوما بعلة غموض أو خفا ... معلل عندهم قد عرفاوذو اختلاف سند أو متن ... مضطرب عند أهيل الفنوالمدرجات في الحديث ما أتت ... من بعض ألفاظ الرواة اتصلتوما روى كل قرين عن أخه ... مدبج فعرفه حقاً وانتخهمتفق لفظاً وخطاً متفق ... وضده فيما ذكرنا المفترقمؤتلف متفق الخط فقط ... وضده مختلف فاحش الغلطوالمنكر الفرد به راوٍ غدا ... تعديله لا يحمل التفردامتروكه ما واحد به انفرد ... وأجمعوا بضعفه فهو كردوالكذب المختلق المصنوع ... على النبي فذالك الموضوعوقد أتت كالجوهر المكنون ... سميتها منظومة البيقونيفوق الثلاثين بأربع أتت ... أبياتها تمت بخير ختمت

يقول الناظم -رحمه الله تعالى-:

وما يخالف ثقة فيه الملا ... فالشاذ والمقلوب قسمان تلا

"وما يخالف ثقة فيه الملا فالشاذ" ما يرويه الثقة يخالف به من هو أوثق منه هذا هو الشاذ عند المؤلف، وتبع فيه الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-، وهو الذي استقر عليه الاصطلاح عند المتأخرين، "وما يخالف ثقة فيه الملا فالشاذ" ويقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:

وذو الشذوذ ما يخالف الثقة ... فيه الملا فالشافعي حققه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير