تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في الحديث قدم " إليك، وبك، وعليك " لإفادة التخصيص والحصر ()، فكأن المستفتح بهذا الدعاء حصر إسلامه وإنابته ومخاصمه ومحاكمته لله وبالله، وهذا يفيد النفي عن غيره.

الفائدة المائة والثالثة والثلاثون:

قوله: " وبك خاصمت " يعطي المؤمن الثقة بربه، والقوة في حجته، لأنه يعتمد في حجته وقوته على إعانة ربه، واستشعار ذلك يعطيه دافعا في مواصلة المقارعة بالحجة وعلى سلامة النية.

الفائدة المائة والرابعة والثلاثون:

في قوله: " وبك خاصمت " توجيه لطيف لمن يقوم بمحاجة الأعداء بالبراهين أن عليه أن ينطق بنية صالحة، يجعل همه نشر دين ربه، وصد من حال بين الله وبين عباده، وعلى قدر نيته الصالحة يكون توفيق الله له في مخاصمته به، والله أعلم.

الفائدة المائة والخامسة والثلاثون:

قوله: " أنت المقدم وأنت المؤخر " تحتمل أمورا:

أ ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لطاعته، ويؤخر آخرين.

ب ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لثوابه، ويؤخر آخرين.

ج ـ أنها بمعنى الأول والآخر، وهما اسمان من أسماء الله الحسنى معناهما: أنه ما من متقدم إلا والله قبله، ولا من متأخر إلا والله بعده، يرث الأرض ومن عليها سبحانه.

ويظهر لي والله أعلم أن المقدم والمؤخر يشمل الأقوال جميعا، فالله هو الذي يقدم من يشاء من عباده لطاعته، وبالتالي للثواب، ويؤخر من يشاء وبالتالي يستحقون العقاب، كما أن الله سبحانه وتعالى المقدم لعباده لكل خير هو مقدم عليهم فهو الأول، والآخر.

الفائدة المائة والسادسة والثلاثون:

قوله: " وما قدمت وما أخرت " ثم قال: " وما أسررت وما أعلنت " ليشمل ذلك جميع الذنوب في أي زمان سواء أكان متقدما أم متأخرا، وجميع الأماكن سواء أكان سرا أم علانية، ولهذا يعتر هذا الحديث من جوامع الدعاء.

الفائدة المائة والسابعة والثلاثون:

قوله: " وما أنت أعلم به مني " دليل على أن الإنسان يفعل أعمالا لا يعدها ذنوبا، ومع ذلك قد تحجب عنه مناجاة الله، وهذا يربي في نفس المؤمن دوام الاستغفار.

كما يمكن أن يضيف إلى رصيد علم المؤمن أن المحاسبة تتعدى مواطن الذنوب لتصل إلى ما لا يظنه الإنسان ذنبا، وهذا من قوله " وما أنت أعلم به مني ".

الدعاء السابع:

" اللهم رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أنت تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه من الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي من تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " وفيه فوائد:

الفائدة المائة والثامنة والثلاثون:

جمع في هذا النوع من الدعاء بين ربوبيته وألوهيته فقال: " اللهم رب ".

الفائدة المائة والتاسعة والثلاثون:

الجامع بين هؤلاء الملائكة الكرام الثلاثة هو الإحياء " فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم " ().

فكأن المستفتح بهذا الدعاء يريد حياة قلبه وروحه، فذكر ربوبية الله لأهل الحياة، كما أن هذا دليل على أن الصلاة حياة للقلوب.

الفائدة المائة وأربعون:

هذا الدعاء دليل على أن الاختلاف واقع بين الناس، والله يحكم بين المختلفين لقوله: " اهدني لما اختلف فيه " وهذا قدر كوني لا محيص عنه، ويعالج بالقدر الشرعي من سؤال الله الهداية، وطلب الحق من طريقه.

الفائدة المائة والحادية والأربعون:

قوله: " من الحق " من هنا بيانية أي: بينت الذي يراد الهداية له وهو الحق.

الفائدة المائة والثانية والأربعون:

قوله: " اهدني لما اختلف فيه من الحق " يشمل نوعين من الاختلاف:

أ ـ الاختلاف بين الحق والباطل.

ب ـ الاختلاف في مسائل الحق، كخير الأمرين، وأفضل العبادتين، وهكذا.

فيكون الداعي بهذا الدعاء سأل ربه الهداية للحق عموما في جميع الأزمان والأمكنة.

الفائدة المائة والثالثة والأربعون:

فيه إثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، لقوله: " من تشاء ".

الفائدة المائة والرابعة والأربعون:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير