وأما كونه متأخرا" فلدلالته على الأختصاص وأدخل في التعظيم وأوفق للوجود ولأن أهم ما يبدء به ذكر الله تعالى. وذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- لحذف العامل فوائد، منها: أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه غير ذكر الله. ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة، فكان الحذف أعم.
انتهى ملخصامن فتح المجيد
وقد قدرناه مناسباً لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلاً عندما نريد أن نقرأ كتاباً بسم الله نبتدئ، لكن بسم الله نقرأ يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به.
قلت واصل الكلمة_بسم_عند الكتابة تكتب_ باسم _بألف ولكن حذف الألف اختصارا" وتخفيفا" لكثرة الأستعمال هذا الذي يظهر والله أعلم.
مستفاد من تفسير البغوي
. - {والاسم} .. في اللغة مشتق من (السُّمُو) وهو العلو والارتفاع , وهو اللفظ الدال على مسمى وما كان لْمُسَمَّى. وقيل: من الوسم وهو العلامة؛ لأن كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم. والمعنى الاول أرجح والله أعلم
- و {الله} ....
مخفوض على الإضافة، وهو علم على الباري-جلّ وعلا-،وهو أعرف المعارف على الإطلاق، الجامع لمعاني الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ولذا يضاف إليه جميع الأسماء، فيقال مثلاً: الرحمن من أسماء الله، ولايضاف هو إلىشيء، وهو مشتق من (أَلَهَ) (يأله) إذا عُبِد، ومنه قول رؤبة:
لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي
والتَّأَلُّه هو: التعبُّد. فهو بمعنى مألوه أي: معبود، فهو دال على صفة له وهي: الإلهية.
وأصله: الإله: حذفت الهمزة وأدغمت اللام باللام، فقيل: الله. ومعناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
وقال بعض العلماء: إنه اسم الله الأعظم ولم يتسم به غيره،ولذلك لم يثن ولم يجمع،وهو أحد تأويلي قوله تعالى: ?هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? [مريم: من الآية65] أي: من تسمى باسمه الذي هو الله.
انظر بدائع الفوائد"لابن القيم (1/ 22) و (2/ 249)،"تيسير العزيز الحميد" (ص28 - 29)،"فتح المجيد" (1/ 71 - 73).
. - {الرحمن} .....
نعت لله تعالى ولا يثنى ولا يجمع لأنه لا يكون إلا لله -جل وعزّ- وأدغمت اللام في الراء لقربها منها وكثرة لام التعريف.
و (الرحيم) نعت أيضا.
وقال ابن هشام-رحمه الله-: ((الرحمن: بدل لا نعت، وأن الرحيم بعده: نعت له، لا نعت لاسم الله سبحانه وتعالى، إذ لا يتقدم البدل على النعت)) مغني اللبيب" (2/ 89).
وتعقب ابن القيم -رحمه الله- القائلين بهذا فقال:
((قلت: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية،فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم.
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا)) بدائع الفوائد" (1/ 24).
الرحمن: ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.
. - {الرحيم}: اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أومأ إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة،والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين. وهما اسمان لله يتضمنان صفة الرحمة، واخْتُلِفَ في التفريق بينهما، وأحسن ما قيل: إن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة بالذات، والرحيم دال على تعلُّقها بالمرحوم.
فالرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله -عزّ وجلّ- ولايطلق إلاّ على الله تعالىلامطلقاً ولامضافاً، والرحمن معناه: المتصف بالرحمة الواسعة.
والرحيم يطلق على الله -عزّ وجلّ- وعلى غيره، ومعناه ذو الرحمة الواصلة، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى:
? يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ?العنكبوت21
وانظر
تيسير العزيز الحميد" (ص28 - 29) ,فتح المجيد" (1/ 11) ,شرح الصول الثلاثة لأبن عثيمين ص (11)
{الفوائد المستنبطة من شرح البسملة}
1_أن في ذكرها اقتداء بكتاب الله تعالى واقتداء بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ,
2_وفيها أثبات الألوهية لله,
3_ أن فيها اثبات صفة الرحمة,
4_وأثبات الرسالة حيث أن الأسماء والصفات من الأمور التوقيفية والتى لاتعلم الا عن طريق رسول
,5_فيها ثلاثة أسماء من أسماء الله تبارك وتعالى وهم الله والرحمن والرحيم
6_ فيها مخالفة المشركين واليهود والنصاري الذين يبدئون امورهم بذكر الهتهم ومعبوداتهم وغير الله.
7_أثبات العلو والسمو لله.
وغير ذالك ولكن ذكرت هذة المسائل على سبيل المثال.
{مراجعة على ما سبق - س و ج}
س1_ من أول من صنف مصنف منفرد فى علم مصطلح الحديث, مع ذكر اسم الكتاب Question
س 2_عرف الامام البيقونى Question
س3_ اهتم العلماء وطلبة العلم بهذة المنظومة أيما اهتمام .. فأذكر 5 شرحات ومن شرحاها من العلماء Question
س4. لماذا يبدء المصنفون ببسم الله الرحمن الرحيم فى أول كلامهم ومصنفاتهم Question
س5_اشرح باختصار بسم الله الرحمن الرحيم. مع ذكر الفوائد المستنبطة منها Question
¥