تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خامسًا: الكلام في الرِّجال وقوف على شفير جهنَّم:

لأنَّ الغِيبةَ والبُهتانَ مهالكُ تقضي على الإنسانِ، ومسلبةٌ لحسناته يومَ القيامة، فمَن يقف هذا الموقفَ ينظر لنفسِه وإلى مَن تكلَّم فيه، وينظر إلى يومِ القِيامة وحال المُفلِس، فلا يتكلَّم في رجلٍ إلاًّ ببرهانٍ أوضحَ مِن شمس النَّهار.

يقول الإمام النَّوويُّ: "ثم على الجارح تَقوَى الله - تعالى - في ذلك، والتَّثبُّتُ فيه، والحذرُ من التَّساهُل بجرحِ سليمٍ مِنَ الجَرح، أو نَقصِ مَن لم يظهرْ نقصُه، فإنَّ مفسدةَ الجرح عظيمةٌ؛ فإنَّها غِيبةٌ مُؤبَّدةٌ، مُبطِلةٌ لأحاديثه، مُسقِطةٌ لسُّنَّةٍ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورادةٍ لحُكمٍ مِن أحكام الدِّين" [8] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______8).

وقال الإمام عبدالحي اللَّكنويُّ: "ويُشترط في الجارح والمعدِّل: العِلمُ والتَّقوى، والورعُ والصِّدقُ، والتَّجنُّب عن التَّعصُّب" [9] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______9).

وقال - رحمه الله - ناصحًا: "فإنْ أَنستَ مِن نفسك - أيُّها الجارح أو المعدِّل - فَهْمًا وصِدقًا، ودينًا وورعًا، وإلاَّ فلا تفعلْ، وإنْ غلب عليكَ الهوى والعَصبيَّة للرأي أو المذهب، فبالله لا تتعبْ" [10] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______10).

قال ابن دقيق العِيد: "أعراضُ المسلمين حُفرةٌ مِن حُفر النَّار، وقف على شفيرها طائفتانِ مِنَ النَّاس: الحُكَّام، والمُحدِّثون" [11] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______11).

وقال أيضًا: "والكلام في الرِّجال يحتاج إلى ورعٍ تامٍّ، وبراءةٍ من الهوى".

وقال الإمام الذَّهبيُّ: "ولا سبيلَ إلى أنْ يصيرَ العارف - الذي يُزكِّي نَقلةَ الأخبار ويَجرحُهم - جِهْبِذًا إلاَّ بإدمانِ الطَّلب، والفحصِ عن هذا الشَّأن، وكثرةِ المذاكرة والسَّهر، والتَّيقُّظِ والفَهْم، مع التَّقوى والدِّين المتين والإنصافِ، والتَّردُّد إلى العُلماء والإتقان" [12] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______12).

سادسًا: أوَّل مَن تصدَّى للرِّجال جرحًا وتعديلاً:

عَرَفْنا أنَّ الجرح والتَّعديل ثابتٌ بالكتاب والسُّنَّة؛ ولكنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يفضحْ أحدًا على رُؤوسِ الأشهاد، بل كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - رحيمًا رفيقًا حليمًا، وكان الصَّحابةُ كذلك؛ إلاَّ أنَّهم كانوا يَتجنَّبون الرِّواية عمَّن لا يعرفونه بعدَ انتشار الفِتنة.

قال العلاَّمة المحدِّثُ المُعلميُّ اليمانيُّ: "أوَّلُ مَن تكلَّم في أحوال الرِّجال القرآنُ، ثم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم أصحابُه، لكنْ أوَّلَ مَن تصدَّى للرِّجال جرحًا وتعديلاً، وَفقًا لإحقاق الحقِّ وإبطالِ الباطل - هو الإمامُ الحافظ الثَّبتُ، أمير المؤمنين في الحديث: شُعبةُ بنُ الحجَّاج بنِ الورد العَتكي، مولاهم الأزديُّ، أبو بِسطامٍ الواسطيُّ، ثم البَصري، مِن كِبار أتباع التَّابعين، تُوفِّيَ سَنةَ 166 هـ" [13] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______13).

قال ابن الصَّلاح في مقدمته: "رُوِّينا عن صالح بن محمد الحافظ جزرة قال: أوَّلُ مَن تكلَّم في الرِّجال شعبةُ بنُ الحجَّاج، ثم تبعه يحيى بن سعيدٍ القَطَّان، ثم بعدَه أحمدُ بن حنبل، ويحيى بن معين، قلت: وهؤلاء؛ يعني: أنَّه أوَّل مَن تصدَّى لذلك وعُنِي به، وإلاَّ فالكلام فيه - جرحًا وتعديلاً - مُتقدِّم، ثابتٌ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم عن كثيرٍ من الصَّحابة والتَّابعين فمَن بعدَهم، وجُوِّزَ ذلك صَونًا للشَّريعة، ونَفيًا للخطأ والكذب عنها" [14] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______14). اهـ.

سابعًا: الفرق بين الرِّواية والدِّيانة في عِلم الجرح والتَّعديل:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير