قلت (الذهبي): لكنَّه ثقةٌ مُكثرٌ، قال النَّسائيُّ: ثقة ثبتٌ". اهـ.
3 - كثيرٌ من أهل البدع الدُّعاة إلى بدعتهم قد روى لهم البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما؛ منهم:
أ - عبَّاد بن يعقوب الأسديُّ الرواجنيُّ، أبو سعيد الكوفي، الشيعي.
ب - عمران بن حِطَّان الخارجي، خطيب الخوارج وشاعرهم.
ج - شَبابةُ بن سوَّار الفزاري المرجئ.
د - أبان بن تغلب الرافضيُّ.
هـ- حريز بن عثمان بن جبر بن أحمرَ بن أسعدَ الرَّحبي الناصبي.
ثامنًا: علم الجرح والتعديل كان خاصًّا بالرُّواة، وفي هذا العصر لا يوجد:
هذا هو الحقُّ الذي قاله العلماء، إذا فرَّقْنا بينَ الرِّواية والدِّيانة، وأنَّ كلَّ مَن أتى ببدعةٍ فلا بدَّ مِن بيان بدعته، وبيان خطورتها على حَسبِ حالها وحال صاحبها، والتَّحذير مِن صاحبها بعدَ إقامة الحُجَّةِ البَيِّنةِ عليه، دونَ إهمالِ ما فيه من جوانب الحقِّ الأخرى، وخاصَّةً إذا كان له كتبٌ بعيدةٌ عن بدعته، أو يَجتنب فيها البدعةَ، كما نجد في كتب كثيرٍ من العلماء أمثال النَّووي وابن حجرٍ العسقلانيّ، وابن حجر الهيتميّ، وابن عبدالسَّلام، فلو هجرْنَا كتب أمثال هؤلاء، لضاع كثيرٌ من العِلم، وإلا خالفْنا مَن سبقونَا ثانيًا.
لذلك انتبهَ إلى هذا كثيرٌ من عُلماء العصر:
1 - من فتاوى اللجنة الدائمة (ج 2/ ص 167):
الفتوى رقم (17831) جاء في جواب هذه اللَّجنة ما يلي:
"والجرح والتَّعديل للرُّواة مجمعٌ عليه بينَ العلماء؛ لأَجْل التَّوثُّق من صحة الحديث، لا مِن أَجْل الطَّعن في الشَّخصيات وتَنقُّصِها، ولكن لا يجوز الدُّخول في هذا الباب إلاَّ لأهل الاختصاص من الرَّاسخين في علوم الحديث". اهـ.
وها هم أعضاء اللجنة:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو عضو عضو
بكر أبو زيد عبدالعزيز آل الشيخ صالح الفوزان عبدالله بن غديان
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
2 - الشَّيخ صالح الفوزان - حفظه الله:
السُّؤال: فضيلة الشيخ، هلِ الجرح والتعديل في الأشخاص يُمكن أن يُطبَّق الآن؛ وذلك لأَجْل مصلحة الدَّعوة؟
الجواب: الجرح والتَّعديل هذا في عِلم الرِّواية في عِلم الإسناد، وهذا له رِجالُه وله عُلماؤه، ولا أحدَ الآنَ - فيما نعلمُ - عندَه أهليةٌ لهذا الأمر، هذا من الحُفَّاظ والعلماء الذين أعطاهم الله ملكة الرِّواية ومعرفة الأحاديث، أمَّا الآن فلا أحدَ مُتأهِّلٌ لهذا، هذا إذا كان هناكَ إنسانٌ مبتدعٌ، ما يُسمَّى جرحًا وتعديلاً، هذا إنسان مبتدع، يُذكَر لأجْل أنْ يحذر، ما هو مِن باب الجرح والتَّعديل؛ بل مِن باب النَّصيحة للنَّاس". اهـ[15] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______15).
3- وقال الشَّيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان: "عِلم الجرح والتَّعديل عندَ عُلماء الحديث الذين نقلوا لنا الأحاديثَ بالأسانيد، وهي موجودةٌ في كتب الجرح والتَّعديل، فما نحتاج إلى أحدٍ الحين".
4 - وقال الشَّيخ عبدالعزيز بن عبدالله الرَّاحجي: "لا يوجد جرحٌ وتعديلٌ في زماننا، وهو للمُحدِّثين".
5 - وقال الشيخ صالح اللحيدان: "الجرح والتَّعديل للحديث انتهى وقتُه، ما هو في هذا الزَّمن".
6 - وقال الشَّيخ ملفي بن ناعم الصاعدي: "ما في علماء الجرح والتَّعديل في وقتنا، وهو في الحديث والأسانيد" [16] ( http://www.alukah.net/articles/1/5582.aspx#______16).
تاسعًا: الاجتهاد في الترجيح في توثيق الرَّاوي وتضعيفه قائم:
بمعنى: أنَّ الكثيرَ من الرُّواة قدِ اختُلف فيهم جرحًا وتعديلاً، لا يزال العلماء على مَرِّ العُصور يختلفون في هذا، وكلٌّ على حسبِ ما يصل إليه عِلمُه مِن توثيقٍ أو تضعيفٍ، وهذا في علم الحديث خاصَّةً.
مثالٌ على ذلك: عبدالله بن لهيعة المصري:
لا يزال الخلافُ فيه قائمًا إلى اليوم، فنجد أنَّ الشَّيخ أحمد شاكر - رحمه الله - يُوثِّقه مطلقًا، ونجد أنَّ الشَّيخ الألباني – رحمه الله - يُوثِّقه إذا روى عنه العبادلة: عبدالله بن المبارك، وعبدالله بن يزيد المقرئ، عبدالله بن وهب المصري.
وهناك مَن يوثِّقه في أكثرَ مِن ذلك، وقدْ منَّ الله عليَّ فجمعتُ رِسالةً عن هذا الإمام، وقد وصلتُ إلى توثيقه إذا روى عنه أكثرُ من أربعةَ عَشرَ رجلاً، في رسالة: "التحقيقات البديعة فيما يصحُّ وما لا يصحُّ من مرويات ابنِ لهيعة".
¥