تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 – الحسين بن لحسن بن يسار: صاحب ابن عون، قال أبو حاتم: مجهول. وقال احمد بن حنبل: كان من الثقات، احتج به مسلم والنسائي، وروى له البخاري حديثا واحدا في الاستسقاء توبع عليه (23).

7 - الحكم بن عبد الله: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول. قال الحافظ" ليس بمجهول من روى عنه أربعة ثقات ووثقه الذهلي. ومع ذلك ليس له في البخاري سوى حديث واحد في الزكاة (24) أخرجه عن أبي قدامة عنه عن شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود في نزول قوله تعالى: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين ... } (25)، وأخرجه في التفسير من حديث غندر عن شعبة (26).

8 - عباس بن الحسين القنطري: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول. قال الحافظ" ليس بمجهول إن أراد العين فقد رو عنه البخاري وموسى بن هارون الحمال، والحسن بن علي المعمري وغيرهم. وإن أراد الحال فقد وثقه عبد الله بن احمد بن حنبل، قال سألت أبي عنه فذكره بخير، وله في الصحيح حديثان قرنه في أحدهما وتوبع في الاخر" (27).

9 - محمد بن الحسن المروزي: من شيوخ البخاري لم يعرفه أبو حاتم فقال: إنه مجهول. قال الحافظ:" قد عرفه البخاري وروى عنه في صحيحه في موضعين، وعرفه ابن حبان فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات" (28).

10 - خالد بن سعد الكوفي: مولى أبي مسعود الأنصاري، وثقه ابن معين، وقال ابن أبي عاصم: مجهول. اخرج له البخاري حديثا واحدا في الطب (29) من روايته عن أبي عتيق عن عائشة في الحبة السوداء، وله عنده شواهد (30)

مما سبق يتضح لنا أن الإمام البخاري لم يرو في صحيحه عن مجهول قط، وذلك لأن جهالة الراوي لا يمكن معها تحقيق عدالته، التي هي شرط في صحة الحديث، أما بالنسبة للرواة غير المشهورين فالبخاري لم يعتمد على أحاديثهم، وما يرويه لهم أحاديث يسيرة جدا لها طرق وشواهد كثيرة.

ولبعض المحدثين مذهبا مرجوحا في تضعيف أحاديث التابعيات ممن لا يعرفن بجرح ولا عدالة، فقد أردنا أن نناقش هذا المذهب مع بيان أنه خلاف الراجح مما كان عليه الأئمة من تلقي أحاديثهم بالقبول والتصحيح والاحتجاج بها.

فهذا " موطأ" إمام الأئمة وحبر الأمة مالك بن انس، وقد قال أبو سعيد بن الأعرابي: كان يحي بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد فقال: ثقة روى عنه مالك. وقال الأثرم: سألت احمد بن حنبل عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندي أن مالك روى عنه.

وقال شعبة بن الحجاج: كان مالك بن انس احد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يكتب عنهم، وإن كان لهم فضل في أنفسهم، إنما هي أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تؤخذ إلا من أهلها.

ففي ((الموطأ)) من هؤلاء التابعيات اللاتي لا يعرفن بجرح ولا عدالة جماعة، نذكر منهن:

1 – حميدة بنت عبيد بن رفاعة، تروي عن كبشة بنت كعب بن مالك، تفرد بالروية عنها إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الخامسة".

2 – زينب بنت كعب بن عجرة زوج أبي سعيد الخدري، تروي عن زوجها، وأخته الفريعة، روى عنها سعد بن إسحاق بن كعب، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثانية".

3 – مرجانة أم علقمة، تروي عن عائشة، تفرد بالرواية عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة، وعلق البخاري حديثها عن عائشة في ((الحيض)) وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثالثة".

4 – كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة، تروي عن أبي قتادة، تفردت عنها حميدة بنت عبيد بن رفاعة، وقال الحافظ ابن حجر:" وزعم ابن حبان أن لها صحبة ".

5 – أم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، تروي عن عائشة، تفرد بالرواية عنها ابنها محمد، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثالثة".

ومن حديث الأخيرة ما أخرجه يحي بن يحي في ((الموطأ)) عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن قُسَيْطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ. (31) قلت: هذا حديث ثابت من حديث محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، تفرد به عن أمه، ولم تسم ولم تنسب، ورواه عنه يزيد بن قسيط، وعنه رواه إمام الأئمة مالك بن انس وأودعه في ((موطئه)) محتجا به، ودالا بذلك على توثيق أم محمد هذه،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير