ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:39 م]ـ
=ابو تميم عبدالله;] اخي الفاضل ساري - حفظك الله ورعاك وجعل الجنة مأواك وجميع المشاركين واخواننا في الدين -
جزاك الله خيرا اخوي ابو تميم على الدعاء واسال الله لك بمثله ...
اسمح لي ان انبه الى النقاط التالية:
1 - لا يرفض ان توضع بعض القواعد والتعريفات التي تقرب ما يرد في كلام النقاد من الفاظ يستخدمونه في الابانة عما يدور في اذهانهم
2 - المشكلة هي في تلك الحدود والرسوم المنطقية التي اخذت تغزو علم الحديث فمثلا نجد تعريف الشاذ في كتب المصطلح بأنه مخالفة الراوي الثقة لمن هو اوثق منه والمنكر مخالفة الضعيف للثقة في حين اننا نجد في كلام النقاد - وهم الاصل كما تعلم - اسخدام هذه الالفاظ في غير ذلك فقد يطلقون لفظ الشاذ على مخالفة الضعيف او على مجرد التفرد ممن لا يتحمل تفرده وهذا اوقع بعض الدارسين في حيرة كيف نوفق بين تطبيقات المتقدمين واصلاحات المتأخرين ونسوا ان تلك الالفاظ في كلام المتقدمين ما هي الا اوصاف عبروا بها عن علة في الحديث توجب تركه
فمثلا من خلال استعراض سريع لمفهوم الحديث المنكر عند ابي داود وجدته يطلقه على ما يلي:
· مجرد المخالفة وان كان الرواة من كبار الثقات
· ما تفرد به الضعيف ولو لم يخالف.
· ما رواه الضعيف مخالفا فيه الثقة.
· ما رواه المتروك خالف أو لم يخالف.
· ما رواه الثقة مخالفا من هو أولى منه من حيث العدد.
· ما رواه صدوق يخطئ كثيرا وتفرد به وخالف من هو أوثق منه.
· ما رواه راو ثبت عدم سماعه ممن رواه عنه.
اخي العزيز لاحظ في استدلالاتك انك لم تورد قولاً واحداً ثابتاً للمتقدمين , وانما مجموعة اقوال لابي داوود ووكذلك غيره من المتقدمين رحمهم الله في اختلاف اطلاق لفظة الشاذ كما قال الامام احمد عن الشاذ وغيره فهذا يقول كذا والآخر يقول غيره ..
وإذا سألتك اخي الفاضل هل تستطيع بعدها تعريف الشاذ عند المتقدمين حتى نحاكم عليها المتأخرين.
فإن كان جوابك نعم قلنا لك على ماذا اقمت تعريفك.
وإن كان: لا قلنا لك لماذا وعلى ماذا تدندن.
اخي العزيز تعريف الشاذ عند المتأخرين لم يأتي من فراغ وانما كما تعلم جاء عن طريق التتبع والاستقراء او الاكثرية لمفهوم المتقدمين
كما قال الشافعي في تعريف الشاذ وهو مخالفة الثقة لمن هو اوثق منه.
فإين الخلاف اخي الكريم. وينبني على هذا الكلام انه لا خلاف للفرع للأصل حتى تقول اخي العزيز ان المفروض بناء الفرع على الاصل وليس العكس
فأقول لك هذا لم يحدث , فلو تمهلت قليلاً لعرفت هذا
فهو كما قلت لك كثرة التتبع والاستقراء أثمرت بعدها تلك التعريفات التي وضعها المتأخرون.
3 - كثير من المتأخرين اليوم يقوم بأمر غريب وهو ان يحاكم المتقدمين لما قعده المتأخرون وهذا - لعمري - من اشد العجب فمن الذي يحاكم لمن , المفروض ان المتأخر استنبط تلك التعريفات من تطبيقات المتقدمين فاذا كان هناك ثمة تعارض او اختلاف بين صنيع المتقدمين والمتأخرين فالاصل ان يستدرك على المتأخرين لا العكس
نعم هذا هو الاصل ولكن اخي العزيز المتقدم ليس بمعصوم فلو استدرك عليه من قبل المتأخر فلا حرج في هذا بل يكون واجبا اذا لزم هذا.
4 - اخي هذه التعريفات والاوصاف ابعدت بعض المتأخرين عن دقة الحكم على الراوي والمروي, وارجو ان تنظر في الامر التالي:
ماذا يحكم المتأخرون على حديث الصدوق؟ اظنك سوف تقول حديثه حسن
اقول لك: لو انك قمت بإمتحان لمجموعة من الطلاب وكان عدد الاسئلة خمسة اسئلة فأجاب بعضهم عن جميع الاسئلة واجاب واحد منهم عن اربعة فقط فأنت سوف تضع له علامة كاملة عن الاسئلة التي اجاب عنها وعلامة الصفر على تلك التي لم يجب عنها وبالمحصلة تكون رتبته دون من اجاب على كل الاسئلة, لكن لاحظ ان هذه الرتبة لم تؤثر على علامة الاسئلة التي اجاب عنها هذا اولا, وثانيا ماهو الاصل الذي بني عليه الفرع؟ اظن الاصل هو الامتحان ومدى الاجابة عن الاسئلة واما الرتبة فقد تم التوصل اليها من خلال النظر في الاجوبة على الاسئلة وليس العكس
¥