و ليس كل من دلس تدليس الشيوخ يكون فعله مذموما، فقد يكون من باب التنويع في الرواية، كما حصل من الخطيب البغدادي مع شيخه الأزهري، فكونه يروي عنه – مثلا – عشرة أحاديث كلها يقول فيها: حدثني الأزهري، حدثني الأزهري .... إلخ، يرى أن في هذا شيئا من الملل، فمرة يقول: حدثني الأزهري، و مرة يقول: حدثني أبو بكر، يعني ينوع اسمه، و هو معروف عند أهل الاختصاص الذين لهم عناية بالأسانيد.
وتوجد أنواع أخرى للتدليس، منها:
3 – تدليس البلدان.
4 – تدليس التسوية.
5 – تدليس القطع.
6 – تدليس الاستئناف.
7 – تدليس العطف.
21 - و ما يخالف ثقة فيه الملا فالشاذ .........................
الشاذ: هو رواية المقبول، لمن هو أولى منه، أو أكثر عددا.
............................. ....... و المقلوب قسمان تلا
22 - إبدال راو ما براو قسم و قلب إسناد لمتن قسم
المقلوب – عند البيقوني - قسمان:
1 - إبدال راو ما براو: كأن يكون في الإسناد راو اسمه: " كعب بن مرة "، ينقلب على أحد الرواة، فيقول: " مرة بن كعب "، فيسمى مقلوبا، و السبب في هذا هو أنه يوجد راو اسمه: " كعب بن مرة " و يوجد راو آخر يقال له: " مرة بن كعب ".
2 – قلب إسناد لمتن: فيكون إسنادٌ لحديث معين، فيُؤخذ هذا الإسناد و يوضع لمتن حديث آخر.
و لكن كلا من هذين القسمين: من مقلوب الإسناد.
و الصحيح أن المقلوب ينقسم إلى قسمين:
1 – مقلوب السند: و له صور:
أ – إبدال اسم الراوي باسم أبيه: كما تقدم، " كعب بن مرة "، فيقول: " مرة بن كعب ".
ب- جعل إسناد حديث على متن حديث آخر: إما عن طريق السهو، و إما عن طريق العمد، و العمد إما أن يكون: بقصد كما يصنعه الوضاعون، و إما أن يكون: بقصد امتحان الراوي، و هذا حصل لبعض الرواة، لاختبارهم هل هم حافظون أو لا، لكن بشرط أن يُبين أنه قلب الحديث، و ذلك في نفس المجلس.
2 – مقلوب المتن: إبدال لفظة بلفظة.
مثاله: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله – ذكر منهم -: و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله " و هذا في صحيح مسلم في بعض الطرق.
و الصواب: " حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ".
23 - و الفرد ما قيدته بثقة أو جمع أو قصر على رواية
الفرد: و هو أن لا يروي الحديث إلا واحد، سواء كان المتفرد هو الصحابي فقط، أو تسلسل ذلك التفرد إلى باقي طبقات السند.
و قوله: " و الفرد ما قيدته بثقة "، يقصد الفرد النسبي.
لأن الفرد قسمان: فرد مطلق، و فرد نسبي.
الفرد المطلق: تقدم الكلام عليه، في تعريف الفرد.
و الفرد النسبي: لا يُشترط أن يكون رواه صحابي واحد.
فمثلا: لو جاءنا حديث رواه أبو هريرة و ابن عمر، و أنس بن مالك، لكن لو لم يروه عن أبي هريرة إلا سعيد بن المسيب، و لا يرويه عن سعيد بن المسيب إلا الزهري، و لا يروه عن الزهري إلا الإمام مالك.
فيُقال تفرد به سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، لأن أبا هريرة له تلاميذ كثر، فيكون فيه نوعُ استغراب، فيكون التفرد بالنسبة لإسناد أبي هريرة.
و يكثر هذا في " معجم الطبراني الأوسط "، فيقول: تفرد به فلان عن فلان، أو لا نعلمه إلا من رواية فلان عن فلان.
و قد يكون التفرد بالنسبة لبلد معين، كأن يكون عند أهل الشام فقط، فلا يروه أهل الحجاز، و لا أهل اليمن، و لا أهل العراق ...... إلخ، فيقال مثلا: تفرد به الشاميون، و قد يكون هو مشهورا أو عزيزا، لكن هو فرد بالنسبة لبلد معين.
قوله: " و الفرد ما قيدته بثقة "، كأن يقال: لم يروه ثقة إلا فلان.
قوله: " أو جمع " كأن يقال: تفرد به أهل الشام، فهو تفرد بالنسبة لبلد معين، لكن هم جمعٌ.
قوله: " أو قصر على رواية " مثل: تفرد الإمام مالك عن الزهري، مثلا.
24 - و ما بعلة غموض أو خفا معلل عندهم قد عرفا
طال النزاع في كلمة " معلول "، فبعض اللغويين خطَّؤوا المحدثين في قولهم: " حديث معلول "، قالوا: و الصواب أنه: " معلّ "، و بعضهم قال: " معلل ".
و لكن الصواب في هذا هو ما عليه المتأخرون، كابن هشام و غيره، فإنهم ذكروا أن كلمة " معلول "، تُقال لكل ذي علة، فصح بذلك قول المحدثين: " حديث معلول ".
¥