و العلة: سبب غامض خفي، يقدح في صحة الحديث.
و الحديث المعلول: هو الحديث الذي عُثر فيه – بعد التفتيش – على علة قادحة.
- بعضهم يقول: إن العلة التي لا تقدح في صحة الحديث، فإنها لا تسمى علة اصطلاحية.
25 – و ذو اختلاف سند أو متن مضطرب عند أهيل الفن
" أهيل " تصغير لـ " أهل "، و هذا ليس تصغيرا لهم، بل ضرورة الشعر ألجأته إلى ذلك.
المضطراب لغة: هو الاختلاف.
الحديث المضطرب: هو الحديث الذي وقع فيه الاختلاف، بشرط أن يكون هذا الاختلاف: لا يمكن معه أن نجمع و لا أن نرجح بين الروايات.
أما إذا أمكن الجمع، أو أمكن الترجيح، فلا يكون مضطربا.
و الترجيح: يكون بالقوة (بالأكثر أو بالأوثق)، و بالنسخ (المتأخر ناسخ للمتقدم) وغيرها.
26 – و المدرجات في الحديث ما أتت من بعض الفاظ الرواة اتصلت
تنبيه: [يوجد نقص في شرح الشيخ سعد الحميد للبيقونية، فأكملته بشرحه على نخبة الفكر].
الإدراج، لغة: الإدخال، يقال: أُدرج فلان في الكفن، إذا أدخل فيه.
المدرج: الحديث الذي غُيِّرَ سياق إسناده، أو أدخل في متنه ما ليس منه.
و من خلال هذا التعريف، نتسطيع أن نعرف أن المدرج ينقسم إلى قسمين: مدرج الإسناد و مدرج المتن.
و للإدراج أسباب:
1 – لبيان حكم شرعي.
2 – لاستنباط حكم شرعي.
3 – شرح لفظ غريب.
4 - أن يكون الإدراج عمدا، و هو يعد من الوضع، كما حصل لـ غياث بن إبراهيم، أنه روى حديثا فيه: " لا سبق إلا في ثلاث: .......... "، زاد " أو جناح ".
و الإدراج في المتن له صور، قد يقع في أول المتن، و في وسطه، و في آخره:
1 – أن يقع الإدراج في الأول:
مثاله: حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار "، فهذا رواه أبو قطن و شبابة عن شعبة بن الحجاج عن محمد بن زياد الطحان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم هكذا.
و باقي الرواة الذين رووه عن شعبة و هم من الثقات، رووه مفصولا هكذا: عن أبي هريرة أنه قال: " أسبغوا الوضوء " فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم: " ويل للأعقاب من النار ".
فعبارة " أسبغوا الوضوء " من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي صلى الله عليه و سلم، و على هذا فأبو قطن و شبابة أخطآ.
2 – أن يقع الإدراج في الوسط:
مثاله: حديث الزهري عن عروة عن عائشة، في قصة بدء الوحي، فرواية الزهري جاءت هكذا: " كان النبي صلى الله عليه و سلم يتحنث (وهو التعبد) الليالي ذوات العدد ".
فالزهري أراد أن يبين معنى " التحنث " بأنه التعبد، فهذا إدراج من الزهري في وسط الإسناد.
3 – أن يقع الإدراج في الآخر:
مثاله: حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " للعبد المملوك أجران، و الذي نفسي بيده، لولا الجهاد في سبيل الله و الحج و بر أمي، لأحببت أن أموت و أنا مملوك "، قالوا: هذا اللفظ: " لولا الجهاد ....... " مدرج، فلفظ النبي صلى الله عليه و سلم: " للعبد المملوك أجران "، و باقيه من كلام أبي هريرة.
و أما الإدراج في الإسناد، فمن صوره:
1 - يمكن أن يكون بتغيير سياق الإسناد عن طريق تركيب إسناد على متن مستقل.
مثاله: حديث ثابت بن موسى الزاهد، عندما دخل على شريك بن عبد الله النخعي و هو في المسجد يملي حديثا على تلاميذه، يرويه عن الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر، و الحديث هو: " يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ..... "، لكن شريك بن عبد الله لما أملى الإسناد توقف، لأجل أن يُملي المستملي على من بعده، دخل ثابتُ بنُ موسى الزاهدُ المسجدَ و سمع الإسناد و حفظه، فلما توقف شريك، التفت إلى ثابت بن موسى الزاهد وهو مقبل عليه، فأخذ يداعبه و يقول: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه في النهار "، فانصرف ثابت بن موسى، و هو يظن أن هذا الكلام هو متن ذلك الإسناد الذي أملاه شريك، فأخذ يحدث به.
2 - أو دمج متنين و سياقهما بإسناد واحد.
3 - أو زيادة لفظة تأتي في حديث آخر، تُؤخذ و تدمج في حديث مشابه، و يُساق معه بنفس الإسناد.
بم يُدرك الإدراج؟:
1 – أن يرد هذ الإدراج منفصلا في رواية أخرى، كما في رواية " أسبغوا الوضوء ".
¥