ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 03:31 م]ـ
واعترض بعض من لا معرفة له بعلم العلل على إعلال أثر مالك الدار بالإنقطاع بأن أبا صالح السمان لم يكن مدلساً وأدرك جمع من الصحابة
والجواب أننا ندعي الإرسال لا التدليس وفرق بينهما وقد أرسل السمان عن جمع من الصحابة فمثله يحتمل منه الإرسال وكون مالك الدار أقصر عمراً من الصحابة الذين أدركهم السمان أمرٌ غير ممتنع وخصوصاً أنه تابعي مخضرم أدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واحتمال أنه توفي في السنوات الأولى من خلافة عثمان عندما كان السمان طفلاً وارد وله وجه وخصوصاً أن السمان لم يصرح بالسماع من مالك الدار في أي حديث من أحاديثه
وأما ما جاء في بعض تراجمه من ذكر رواية السمان عنه فهذا ليس تحقيق للسماع وإنما حكاية لما وقع في السند ولهذا نجد المحدثين بين السماع والرواية
ولهذا جاء في ترجمة عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت في التهذيب قول بن أبي حاتم عن أبيه ليس تثبت روايته عن علي فقيل له سمع من عثمان قال روى عنه ولم يذكر سماعاً
ومن أوابد الخساف في رسالته السيئة زعمه أن الرجل الذي ذهب للقبر هو بلال بن رباح رضي الله عنه والعمدة في ذلك رواية ساقطة مدارها على سيف التميمي وهو متهم بالزندقة وساقط الرواية وكونه عمدة في التاريخ لا يعني قبول روايته لأنها ليست مجرد حادثة تاريخية بل ينبني عليها حكم شرعي عقدي كما أن في سنده مجاهيل
فهل هم عمد في التاريخ أيضاً؟!!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 01:32 ص]ـ
احتج السقاف بأثر أبي الجوزاء الذي رواه الدارمي ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: أنظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاجعلوا منه كوا إلى السماء حتى لا يبقى بينه وبين السماء سقف. قال: ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق))
وصحح سنده وهذه من العجائب رواية ودراية
أما من حيث الدراية فالحديث لا يدل الإستغاثة فهم لم يقولوا يامحمد أغثنا أو استسقي لنا ولم ينادوه من أميال
والقبورية تارة يحتجون به على التوسل وتارة يحتجون به على الإستغاثة والفرق بينهما يجعل من المستحيل الإستدلال بالأثر على الأمرين معاً
فالإستغاثة متكونة من ثلاثة أركان
مستغيث ومستغاث به ومستغاث لأجله
وأما التوسل فأركانه
متوسل _ بكسر السين _ ومتوسل به ومتوسل إليه ومتوسل لأجله وهذا يبين لنا الفرق بين التوسل سواء كان بالذات أو بدعاء الشخص والإستغاثة ومن الفروق بين التوسل بالذات والإستغاثة أن في الإستغاثة يشترط معرفة المستغاث بالمستغيث وأما التوسل بالذات فلا يشترط
والأثر لا يدل على التوسل أيضاً فهم لم يقولوا اللهم إنا نسألك بمحمد أن تسقنا
وأما من ناحية الرواية
ففي السند محمد بن الفضل السدوسي وهو مختلط ورغم أن الداقطني قال بأنه لم يرَ حديثاً منكراً فقد رأى له أبو داود
ففي سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني قال أبو داود: كنت عنده، فحدَّث عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن ماعزاً الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر، فقلت له: حمزة الأسلمي، فقال: يا بني ما عز لا يشقى به جليسه، وكان هذا منه وقت اختلاطه وذهاب عقله
ولهذا ذهب ابن حبان حيث قال اختلط في آخر عمر، وتغير حتى كان لا يدري ما يُحدث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا ترك الكل، ولا يُحتج بشيء منها
وابن حبان إمام لا يتكلم بلا حجة ومن عرف حجة على من لم يعرف
وقال بن أبي حاتم وسمعت أبي يقول اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله عمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح
قلت مفهوم هذا أن من سمع منه بعد الإختلاط فسماعه غير صحيح
زد على ذلك أن وصفه بزوال العقل يقتضي أن أحاديثه بعد الإختلاط منكرة
وأما قول الحافظ ابن الصلاح في مقدمته عارم محمد بن الفضل اختلط بأخرة، فما رواه عنه البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذاً عنه قبل اختلاطه. أ. هـ.
وعقَّب عليه الحافظ العراقي في " التقييد والإيضاح " فقال: وكذلك ينبغي أن يكون من حدَّث عنه من شيوخ البخاري ومسلم
¥