تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت والحديث لا حجة فيه على سماع الأموات عموماً فالوضع كما ترى نبي ينادي فهذه من خصوصياتهما وخصوصاً أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعدد في الحديث خصائص عيسى بن مريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

والحديث فيه قيام عيسى بن مريم على القبر ولليس نداؤه للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من مكان سحيق وليس فيه سؤاله للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر لا يقدر عليه إلا الله

والحديث له طريقان الأولى عند الحاكم وهي ضعيفة جداً فيها عنعنة ابن إسحاق وجهالة عطاء مولى أم صبية وهو مجهول العين فلم يرو عنه غير سعيد بن أبي سعيد المقبري وتصحيح الحاكم لسند حديثه ساقط لأنه من طريق ابن إسحاق بالعنعنة وكذلك رواية النسائي له في السنن

وفيه رواية ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ولا ندري هل كانت قبل اختلاط سعيد أم بعده

والطريق الثانية عند ابي يعلى وعلتها أحمد بن عيسى المصري

قال أبو داود: كان بن معين يحلف أنه كذاب

تأمل تلك اليمين التي أطلقها إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين على أنه كذاب

وقد زعم البعض إن ابن معين لا يقصد الكذب بل يقصد الخطأ فأجبته عليه من وجوه

الأول انه يلزم من قول المعترض أن يكون قصد ابن معين بقوله ((كذاب)) خطاء او كثير الخطأ وهذا جرحٌ مفسر يجعله ((صدوق كثير الخطأ)) وليس ((صدوق تكلم فيه بغير حجة))

الثاني أن ابن معين لم يتفرد بهذا القول حتى يتم تأويله بما يوافق قول الجمهور

فقد قال أبو زرعة ((رأيت أهل مصر يشكون في أنه وأشار إلى لسانه كأنه يقول الكذب))

ولا ريب أن مثل أبو زرعة إنما ينقل عن الأئمة المعتبرين لا العامة

الثالث أن وصف الراوي بأنه كثير الخطأ ليس بالأمر الجلل التي يستدعي القسم ولكن اتهامه بالكذب هو الأمر الخطير

الرابع أن المعترض مطالب بذكر رواة قال فيهم ابن معين ((كذاب)) ولم يكونوا بالكذبة وفرق بين (كذب فلان) أي أخطأ وبين (فلان كذاب) على وزن فعال وقد رأيت ابن معين هذا اللفظة على جمع من الهلكى والمتروكين وإليك بعضهم

الأول زياد بن المنذر قال عنه ابن معين ((كذاب))

وقال النسائي وغيره ((متروك))

الثاني غيّاث بن إبراهيم قال عنه ابن معين ((كذّاب، ليس بثقة، ولا مأمون)) واتهمه ابن حبان بالوضع

الثالث موسى بن مطير قال عنه ابن معين ((كذاب)) وقال النسائي ((متروك الحديث))

الرابع سيف بن محمد الثوري الكوفي قال عنه ابن معين ((كذاب)) وقال أحمد ((كان يضع الحديث، لا يكتب حديثه))

الخامس محمد بن محصن العكاشي قال ابن معين: كذاب وقال البخاري: ((يقال له الأندلسي، منكر الحديث))

أكتفي بهذا القدر

وأما قول الذهبي وابن حجر أنه ليس له مناكير فقد أبنا لك أن أبا حاتم الرازي قد استنكر عليه الجمع بن وهب و المفضل في الرواية

والمسألة مرجعها للسبر وسبر ابن معين وأبو حاتم الرازي أولى بالتقديم على سبر الذهبي وابن حجر ومن عرف حجة على من لم يعرف

وأما قول ابن حجر في هدي الساري أن أبا زرعة أنكر على مسلم إخراجه لحديث أحمد بن عيسى

بلا حجة

فليس بشيء لأن مسلماً أذعن كما سيأتي لقول أبي زرعة وأبان انه لم يحتج باحمد بن عيسى على وجه الإنفراد مما يدل على حجة أبي زرعة في تضعيف أحمد بن عيسى معتبرة عند أهل الفن

وقال أبو حاتم: تكلم الناس فيه قيل لي بمصر أنه قدمها واشترى كتب بن وهب وكتاب المفضل بن فضالة، ثم قدمت بغداد فسألت: هل يحدث عن المفضل؟ فقالوا: نعم فأنكرت ذلك وذلك أن الرواية عن بن وهب والرواية عن المفضل لا يستويان

قلت وفي هذا الرد على من زعم أن أحمد بن صالح ليس له مناكير

وقال سعيد بن عمرو البردعي: أنكر أبو زرعة على مسلم روايته عن أحمد بن عيسى في الصحيح

سعيد: قال لي: ما رأيت أهل مصر يشكون في أنه وأشار إلى لسانه كأنه يقول الكذب

الكذب وقال النسائي: أحمد بن عيسى كان بالعسكر ليس به بأس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير