تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد أعلَّ الوجه الثاني ابن عبد البر، قال: «حجر بن ربيعة بن وائل والد وائل بن حجر، رُوي عنه حديث واحد فيه نظر ... إن لم يكن قوله في هذا الحديث: (عن جده) وهمًا، فحجر هذا صاحب، وإن كان غلطًا غير محفوظ فالحديث لابنه وائل، ولا يختلف في صحبة وائل بن حجر» [33]، قال ابن حجر: «ويحتمل أن يكون كان في الأصل عن ابن عبد الجبار بن وائل عن أبيه عن جده» [34].

وإن صح الوجه الثاني عن الحجاج، فهذا اضطرابٌ منه، فإن فيه لينًا، وروي الحديث عنه على هذين الوجهين المختلفين.

ثم إن الحجاج من المدلسين، وقد عنعن في جميع رواياته هذا الحديث عن عبد الجبار، بل صرَّح البخاري أنه لم يسمع منه [35]، ففي رواية الحجاج علل: ضعفه، واضطرابه، والانقطاع.

ورواه عن عبد الجبار أيضًا: أشعث بن سوّار، وهو ضعيف.

ورواه كذلك: الحسن بن عبيد الله، وعنه عبد الرحيم بن سليمان وعمران بن عيينة، وعمران متكلم فيه، وفي السند إليه الحسن بن سهل، ذكره ابن حبان في «الثقات»، ولم أجد غيره ذكره.

وتابع أبا إسحاق والحجاج بن أرطأة وأشعث والحسن: فطر بن خليفة، ومسعر، والأعمش= كلهم رووه عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، بلا واسطة.

ورواية الجماعة هؤلاء أولى بالصواب، لأنهم أكثر، وفيهم أحفظ وأتقن.

يتبعه - إن شاء الله -: فصلٌ في رواية عبد الجبار بن وائل عن أبيه.


الهوامش:
([18]) انظر: تهذيب الكمال (6/ 191).
([19]) فيها المقدام بن داود.
([20]) انظر: تهذيب الكمال (2/ 512)، وتهذيب التهذيب (1/ 228).
([21]) انظر: تهذيب الكمال (6/ 191)، والكواكب النيرات (ص54).
([22]) انظر: الفصل للوصل المدرج في النقل (ص439).
([23]) انظر: السابق (ص428).
([24]) التاريخ الكبير (3/ 495).
([25]) الضعفاء والمتروكين (265).
([26]) الجوهر النقي (2/ 30).
([27]) مجمع الزوائد (2/ 272، 9/ 624).
([28]) التاريخ الكبير (1/ 69)، ووقع في المطبوع: «فيه نظر»، والتصويب من ضعفاء العقيلي (4/ 59) والميزان (7361).
([29]) لسان الميزان: (5/ 119).
([30]) ميزان الاعتدال (3/ 511).
([31]) الثقات (6/ 378).
([32]) لسان الميزان (6/ 84).
([33]) الاستيعاب (1/ 389).
([34]) الإصابة (2/ 174).
([35]) سنن الترمذي (4/ 56)، وترتيب علله الكبير (ص235).

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - 10 - 06, 08:08 ص]ـ
فصلٌ: الكلام على رواية عبد الجبار بن وائل عن أبيه

تتابع الأئمة على نفي سماع عبد الجبار بن وائل من أبيه:

فنفاه ابن معين [36]، والبخاري [37]، وأبو حاتم [38]، والترمذي [39]، والنسائي [40]، وابن حبان [41]، والبيهقي [42]، ونقل النووي اتفاق أئمة الحديث على ذلك [43].

لكنهم اختلفوا في إدراكه أباه،

فذكر جزمًا البخاريُّ [44]، وابن حبان [45] = أن عبد الجبار ولد بعد موت أبيه، وذكره مصدَّرًا بـ (يقولون): ابن سعد [46]، وابن معين
[47].

وردّ هذا القول بعض العلماء، قال المزِّي: «وهذا القول ضعيف جدًّا، فإنه قد صح عنه أنه قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي [48]، ولو مات أبوه وهو حمل لم يقل هذا القول» [49]، وقال - بعد حكاية قول البخاري -: «كذا قال، وقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي ... الحديث ... وهذا يبطل قول من قال: ولد بعد موت أبيه» [50]، وقال العلائي: «صح عن عبد الجبار أنه قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي، وهذا ينفي أنه مات أبوه وهو حمل» [51].

لكن قال ابن حجر: «نص أبو بكر البزار على أن القائل: (كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي) هو علقمة بن وائل لا أخوه عبد الجبار» [52]، قال المباركفوري: «قول أبي بكر البزار هذا ضعيف جدًّا، فإنه لو كان قائل: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي= هو علقمة، لم يقل فحدثني علقمة بن وائل»
[53].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير