تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: وفي قوله نظر، لأن التقييد إنما جاء لاحتمال وقوع اليوم الكبيس في شهر شعبان، ولهذا نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحقيقة كما في الحديث المزبور، وبقوله: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ». والمراد بالتقدير الحساب.

فقوله صلى الله عليه وسلم «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ» هو لاحتمال وقوع اليوم الكبيس في شهر شعبان كما أسلفنا، وهو يوم الشك المنهي عن صومه، لعدم ظهور الهلال. وإلا لو كان شعبان تسعة وعشرون يوما إطلاقا لما احتيج إلى تقييد بدء الصوم برؤية الهلال. وقوله (وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ) منعا لصيامه ناقصا.

قوله: (ومنهم من تأول له معنى لائقا. قال أبو الحسن: كان إسحاق بن راهويه يقول: لا ينقصان في الفضيلة؛ إن كانا تسعة وعشرين أو ثلاثين، انتهى.)

أقول: وليس بشيء، لأنه لو أصاب قوم أول رمضان وأخطأه آخرون، لم يكونوا في الفضل سواء، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ»، فعلق فتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار وتصفيد الشياطين بدخول الشهر. فإن قيل: ما أنكرتم أن تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار على يومين؟ فجوابه أن أبواب الجنة لا تفَتح بحسب رؤية كل قوم أو إقليم على حدة. سلمنا، لكن لا يمكن أن تكون هناك ليلتا قدر أيضا لمخالفته نص التنزيل. فمتى ولد الهلال دخل الشهر في السماء والأرض.

قوله: (وقيل لا ينقصان معا، إن جاء أحدهما تسعا وعشرين جاء الآخر ثلاثين، ولا بد).

أقول: وهذا قول مردود، لأن رمضان شهر فردي، شأنه شأن جميع الأشهر الفردية، وذي الحجة شهر ناقص قد يكمل بالكبس، فلا تلازم أصلا.

قوله: (وقيل لا ينقصان في ثواب العمل فيهما).

أقول: وهذا تأويل أيضا، وترجيحه على غيره ترجيح بلا مرجح.

قوله: (قال إسحاق: وإن كان ناقصا فهو تمام). وقوله: (قال إسحاق: تسعة وعشرون يوما تام)، وقوله: (وقال إسحاق: معناه وإن كان تسعا وعشرين فهو تمام غير نقصان).

أقول: وليس بشيء، لأنه إن كان المراد، لم يكن لتخصيصهما بالذكر معنى، لأن الشهر إما أن يتم بتسعة وعشرين يوما أو بثلاثين، وظاهر الحديث أنهما لا ينقصان عن ثلاثين.

قوله: (وقال محمد: لا يجتمعان كلاهما ناقص).

أقول: وليس بشيء أيضا، لأن نص الحديث صريح في عدم نقصان كليهما مجتمعان.

قوله: (قال الترمذي: قال أحمد: معناه لا ينقصان معا في سنة واحدة، انتهى). وقوله: (وقال أحمد بن حنبل: إن نقص رمضان تم ذو الحجة، وإن نقص ذو الحجة تم رمضان).

أقول: وهذا خلاف ظاهر الحديث، وقد نَقل عنه أبو داود أيضا قوله: «لا أدري ما هذا، قد رأيناهما ينقصان». فعلى هذا يكون عنه في ذلك روايتان. بل فيه دلالة على أن العلماء قد أعجزهم فهم الحديث، لكن كما قيل، إذا عرف السبب بطل العجب.

ـ[الحجاج]ــــــــ[31 - 10 - 06, 11:18 م]ـ

لا زلت أتطلع إلى تعليقات ومشاركات المشائخ الأفاضل وطلبة العلم ونصائحهم لا ستكمال هذا البحث الجامعي، فأرجو أن لا يبخلوا به علينا، فهل من مسعف؟

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 11 - 06, 06:59 م]ـ

معنى الحديث: لا ينقص أجرهما والثواب الملتزم عليهما، وإن نقص عددهما

أشهر السنة القمرية لا تخلو من ثلاث حالات:

(1) إما أن تكون فردية وهي أشهر محرم وربيع الأول وجمادى الأولى ورجب ورمضان وذي القعدة، وهذه الأشهر منذ أن خلق الله تعالى الكون وإلى قيام الساعة لا تكون إلا ثلاثين يوما.

(2) وإما أن تكون زوجية، وهي صفر وربيع الثاني وجمادى الأخرى وشعبان وشوال وذي الحجة، وهذه الأشهر الأصل فيها النقصان، أي تسعة وعشرين يوما.

(3) وإما أن تكون ناقصة فتتم ثلاثين يوما بسبب الكبس، وهذا لا يكون إلا في أشهر شعبان أو شوال أو ذي الحجة، حسب نظام الكبس ..

من أين هذا الكلام؟؟؟؟

ـ[الحجاج]ــــــــ[03 - 11 - 06, 08:49 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

شيخنا الفاضل،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير