تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه، فيتوهم أنه سمعه منه، أو عمن لقيه ما لم يسمعه منه ".

وهو قول الخطيب البغدادي (ت463هـ) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn4))، والحافظ مجد الدين ابن الأثير ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn5))

( ت606هـ)، وابن الصلاح ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn6)) ( ت643هـ)، ومشى على هذا القول من جاء بعد ابن الصلاح، كالإمام النووي ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn7)) ( ت676هـ)، والطيبي ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn8)) ( ت743هـ)، وابن كثير ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn9)) ( ت774هـ)، والعراقي ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn10)) ( ت806هـ).

وهو صنيع عدد من أئمة الحديث المتقدمين كالإمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والعجلي، والفسوي، وابن حبان، وابن عدي، والخليلي، وغيرهم. وعرف ذلك عنهم من خلال أقوالهم في المدلسين.

وسيتبين عند عرض أقوال العلماء في تدليس ابن جريج، أنهم كانوا يطلقون هذا المعنى على تدليس ابن جريج؛ حيث يطلقون على المدلس أنه لم يسمع من فلان ويدلس عنه، وبذلك أدخلوا في تعريف التدليس رواية الراوي عمن عاصره أيضاً.

بينما نجد التعريف الثاني للتدليس، خص التدليس برواية الراوي عمن لقيه فقط. وعلى هذا جمهور المتأخرين، حيث قالوا في تدليس الإسناد:

" هو أن يروي الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه، موهماً السماع، من غير أن يذكر أنه سمعه منه ".

وهكذا عرفه الحافظ ابن حجر العسقلاني ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn11)) ( ت852هـ)، ومن جاء بعده كالسخاوي ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn12)) ( 209 هـ)، و شيخ الإسلام الأنصاري ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn13)) ( ت926هـ)، و محمد بن إبراهيم المعروف بابن الحنبلي ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn14)) ( ت971هـ)، ومحمد بن عبدالرؤوف المناوي ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn15)) ( ت1032هـ).

وقد استفاد ابن حجر هذا التعريف، من كلام أبي بكر البزار ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn16)) ( ت292هـ)، وأبي الحسن بن القطان ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn17)) ( ت 628هـ)، وابن عبدالبر ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn18))، والحافظ العلائي ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn19)) ( ت761هـ).

ومن خلال النظر في التعريفين، نجد أن التعريف الأول، دخل فيه رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه بصيغة موهمة للسماع، وهذا ما يعرف بالمرسل الخفي، عند الحافظ ابن حجر ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn20)) .

وهو قسم من أقسام التدليس عند المتقدمين.

أما التعريف الثاني فقد مَيَّز الحافظ ابن حجر، بين تدليس الإسناد، وبين المرسل الخفي، وهو فرق دقيق جداً، يدل على دقة علماء الحديث، في تحديد مصطلحاتهم.

وعلى هذا، نجد أن هناك عدداً من الرواة، وصفهم المتقدمون بالتدليس، بناءً على تعريفهم السابق، بينما نجد المتأخرين، لا يعدونهم من المدلسين، بل يعدون فعلهم من باب الإرسال لا التدليس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير